آخر تحديث :الأحد-08 سبتمبر 2024-06:16ص


الكابتن حسين صالح رحيل النوارس

الأربعاء - 31 يناير 2024 - الساعة 09:03 ص

حسام عزاني
بقلم: حسام عزاني
- ارشيف الكاتب


بحكمة الله وفي السماء حلقت النوارس مبتعدة عن ارضنا وترابنا الى الاجواء البعيدة في رحلة احادية الاتجاة الى تلك الاماكن في اقاصي الارض لتبدأ هناك دورة جديدة بعيدة عن ما نحن فيه من ازمات فايام حياتنا ان اضحكتك قليلا أبكتك كثيرا ومن هنا نعود الى نبش الذكريات عن بطل حكايتنا الذي رحل في لحظة فارقة من الزمن عن دنيانا واللحاق بالأحبة بعد حياة حافلة بالكثير من الانجازات الشخصية و الرياضية والعملية وظلت روح الانتماء الى الوطن تعيش معه حتى رحيله.

عاد الشاب الوسيم الى وطنه بعد فترة طويلة قضاها في تلك الارض البعيدة الجميلة الزاخرة بتاريخنا العربي الاسلامي العريق وفيها وعلى الضفة الشمالية من البحر الابيض المتوسط عاشت حضارات ملهمة في ظل الاسلام وافرد التاريخ لها صفحات كثيرة ومنهاحضارة الاندلس التي ارتقت في كل ميادين العلوم والادب وغيرها وكان للعرب المسلمين دورا لايخفى عن عين وبفضلها تطورت اوروبا الى ماهي فيه الان من نهضة ورقي وتقدم.

قبل فترة ليست بالطويلة رحل عن الفقيد اعز الناس واقربهم الى قلبه زوجته ام حسام ثم اخيه الكابتن الخلوق محمد صالح ورحم الله العم صالح اليافعي واسرته التي غادرت سابقا في فترات متفرقة وحفظ الله خالد اخر العنقود فيهم الذي مازال حي يرزق بيننا هو وبقية احفاد الاسرة.

عاش الفقيد في مملكة المغرب الشقيقة سنينا طويلة البلد الجميل الذي يزوره الملايين ليشاهدوا التاريخ يتحدث بلغة عربية فصيحة وكانت مدن الرباط وفاس ومكناس وطنجة و اغادير وتطوان ملتقى سياحي كبير للعالم المتقدم واعترافا منها بتلك الحضارة التي مازالت شواهدها حتى يومنا هذا.

عادت بي الذكريات الى تلك السنين التي عشناها في الزمن الجميل وتذكرت الكابتن حسين صالح رحمه الله ايام المدرسة وكنت اكبره بثلاث سنوات, كان موهوبا في لعبة كرة القدم وعاشقا لها حتى النخاع هو واخوته الثلاثة الذين كانوا اساسيين في منتخب المدرسة والنادي والمنتخب الوطني الذي كان قائدا له وتميزوا جميعا بالاخلاق الرفيعة والموهبة الفريدة والعلاقات الطيبة مع الجميع.

دارت الحياة بنا جميعا وكان لكل منا فيها نصيب من لحظات الفرح والحزن والمجد و الخذلان وأخذتنا معها الى مناحي مختلفة لم نكن نعرفها وفي منتصف التسعينات من القرن الماضي غادر ابوحسام الى المغرب للعمل دبلوماسيا في سفارتنا هناك وبقي فيها حتى زيارته الاخيرة لعدن قبل اسبوع ويوم امس لعب مباراته الاخيرة وهو في بداية الستينات من العمر في ملعب انماء الجديدة مع زملاءه من ابناء البريقة ولم يستحمل ضغطه وقلبه الضعيف في هذا السن ذلك المجهود الكبير الذي بذله في تسجيل ثلاثة اهداف فسقط في الملعب وبها كانت ليلة الوداع الاخيرة لعاشق الساحرة المستديرة التي احبها عن باقي كل الاشياء ورحل الى بارءه بعد فشل عملية اسعافة وقدر الله وما شاء فعل.

مازالت البريقة حزينة لرحيل فارسها الذي ترجل بعد ان صال و جال في الملاعب داخل وخارج الدولة وكتب اسمه بأحرف من نور في تاريخ مدينته الصغيرة وسيتذكره بحب من اقترب منه او كان في المدرجات يهتف باسمه وستبقى ذكراه و العم صالح اليافعي واسرته رحمهم الله في قلوبنا لفترة طويلة.