آخر تحديث :الإثنين-06 مايو 2024-10:11م

الحوثي.. وغباء الدول العظمى

السبت - 27 يناير 2024 - الساعة 11:21 ص

محمد محمد المسوري
بقلم: محمد محمد المسوري
- ارشيف الكاتب


غباء أمريكا وروسيا والصين وبريطانيا في تعاملهم مع ميليشيات الحوثي يذكرني بغباء الأحزاب السياسية اليمنية في تعاملهم السابق مع الحوثي، والذي أدى في الأخير إلى سقوط أجزاء كبيرة من اليمن تحت سلطة ميليشيات الحوثي الإرهابية والمشروع الفارسي.

كانت الأطراف اليمنية تعتقد أنها بتعاونها مع الحوثي ستتخلص من الأطراف الأخرى ثم تنفرد بالحوثي فتتخلص منه وتبقى هي المسيطرة والحاكمة وحدها لا شريك لها، لكن الحوثي تعاون مع كل طرف على حده للتخلص من الأخرين حتى تخلص من الجميع وتحقق له نسبة كبيرة مما يريد كل ذلك بغباء الأحزاب السياسية وخلافاتها.

واليوم روسيا والصين تعتقدان بأن الحوثي سيحقق لهن ما تريدان ضد أمريكا وبريطانيا...الخ، وأمريكا وبريطانيا تعتقدان بأن الحوثي سيفشل لهن المشروع الصيني في المنطقة وسيحقق لهن مشروعهن في المنطقة وسيتمكنان من الضغط على السعودية ومصر...الخ، فالثابت أن كل دولة تستخدمه لتحقيق أهدافها...الخ

والحقيقة أن الحوثي وإن كان قريباً اليوم من الإدارة الأمريكية لتنفيذ أجنداتها وخدمة الصهاينة بعد أن حرف أنظار العالم عن غزة والإضرار باليمن وإفشال رؤية السعودية وزعزعة إقتصاد مصر ..الخ، إلا أن الحوثي مرتبط بمشروع النظام الإيراني في التوسع الشامل بالمنطقة إرتباط لا يقبل الإنفصال، إرتباط الحوثي بإيران إرتباط هوية وتاريخ وفكر ومصير ووجود..الخ.

الحوثي يستخدم التقية مع الجميع لتنفيذ مشروعه الفارسي محققاً لكل الدول أهدافها الوهمية المؤقتة، يتعامل مع الدول العظمى كما تعامل مع الأحزاب اليمنية، فتحقق له مايريد ولم تحقق الأحزاب ما تريد.

إستفادت كثير من الأحزاب اليمنية من ذلك الفخ والمصيدة ولازال بعضها يعيش نفس الحالة السابقة، فهل ستستفيد الدول العظمى من تجربة الحوثي مع الأحزاب اليمنية وتتوقف كل دولة عن إستخدام الحوثي وتقرر فوراً إيقاف دعمها الغبي للحوثي؟ فالملاحة والتجارة الدولية في خطر، والأمن والسلم الدوليين سيكونان في وضع أخطر، وسيكون الجميع في وضع خطير إذا تحقق للحوثي والنظام الإيراني مايريدون؟

وتجارب الأمريكان تحديداً في صناعة الميليشيات ودعمها كانت ولازالت نتائجها كارثية عليها وعلى الجميع، ونحن اليوم بحاجة لصحوة شعبية غربية لإيقاف أنظمة الدول العظمى من السير في هذا المسار الكارثي، وبحاجة لصحوة عربية للتصدي لهذه الميليشيات التي ستصل للجميع إن لم يتم إيقافها اليوم قبل الغد.

وللحديث بقية..