آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-02:58م

صباحية الانتقال إلى الزمن الجميل

الخميس - 25 يناير 2024 - الساعة 10:14 م

سالم الفراص
بقلم: سالم الفراص
- ارشيف الكاتب



لم يُغرني كون الدعوة كانت للجميع لحفل تكريم الشاعر الغنائي ذائع الصيت عبدالله عبد الكريم، وإنما ما أغراني أكثر لحضور هذه الاحتفالية التي أقيمت بقاعة رائد طه بحافون المعلا مطلع الأسبوع الماضي، هي أنها من الاحتفاليات النادرة بل والمنعدمة في أيامنا هذه، حيث تقوم جهة رسمية كصندوق التراث بتكريم شاعر غنائي له باع طويل في صياغة وجدان الشارع اليمني الجنوبي إبان فترة بناء ازدهار دولة اليمن الديمقراطي، وهو ما يزال على قيد الحياة.
وهي العقدة التي كانت قد تمكنت من إضعاف صلتنا بصناع الأمل والأحلام والحب، فمنذ 94 المشؤوم ونحن لا نعرف بوجود شاعر أو فنان إلا حين يعلن عن وفاته ولنا عبرة في وفاة الشاعر الغنائي الفذ احمد الجابري الذي ما كنا لنعلم بوجوده إلا عند وفاته وتأبين ذكراه بعد رحيله الموجع المجرد من أي وفاء.
حقاً لقد كانت لفتة جميلة ورائعة من صندوق التراث أن يبادر في تكريم شاعرنا الغنائي الكبير عبدالله عبد الكريم .. تكريم سمعنا فيه صوته، وضبطنا إيقاع خطواته وهو يعتلي منصة التكريم على إيقاع دقات قلوبنا، وتصفيق اكفنا فرحین به متمنين له طول العمر. إنها احتفالية عادت بنا إلى ذلك الزمن الجميل زمان ما قبل الوحدة المغدور بها عندما كنا نلتقي يوميا وربما كل ساعة في المسرح الوطني بالتواهي أو اتحاد الفنانين في كريتر (عدن) أو في غيرها من الاحتفالات التي كانت تزین أيامنا وتمنحنا الثقة بأنفسنا وتقوي روابط الحب والألفة بيننا.
هناك وفي حافون التقينا بمن باعدت وفرقت بيننا وبينهم السبل والظروف وقساوة الحياة التقينا بمن لم نكن لنلتقي بهم لولا هذه الاحتفالية التكريمية، رأينا وصافحنا الفنان الخالد عطروش، والفنانة المتألقة أمل كعدل، والفنان ذا المشاعر المتقدة دوما نجيب سعيد ثابت، وفي مقدمتهم الفنان الموسيقار المبدع أحمد بن غودل مدير عام مكتب الثقافة بعدن، الذي لم يفقد كثيرا من صدقه و وحسن معشره وسعة صدره وحرصه على نجاح كل مبدع فنان أو مغن، التقينا به في مكتبه الذي كان مسرحاً متحركاً وناشطاً للفرقة الموسيقية والفنانين الغنائيين الذين راحوا يدوزنون أصواتهم وآلاتهم للمشاركة في هذه الاحتفالية .
لحظات قضيناها قبل الافتتاح فاتحة شهيتنا للبدء فيها الفنانة بثينة عز الدين، والفنانان وضاح عمر وعرفات أنس سعيد وضارب الإيقاع جمال عقيل، وعلي هادي عازف الأورج، والعواد وهيب الجرادي.
كوكبة سعدنا بها وأسعدتنا وفتحت أمامنا كثيراً من مسارب الحياة الموصدة لتحملنا على جناحات الحب والعطاء وتدفق الوجود بالجمال.
شكراً لهم الأنهم إعادونا إلى أيامنا الصدق، وشكراً لهما لأنهم كانوا سببا في التقائنا بكتاب وشعراء ومثقفين وساسة في لحظات افتقدت لها أيامنا ، آملين بعودتها من جديد.
وإلى لقاء آخر نكون فيه شهوداً على الاحتفال برموز الكلمة والشعر والفن والإبداع