آخر تحديث :الإثنين-06 مايو 2024-02:58م

اخر العقول الحكيمة

الثلاثاء - 23 يناير 2024 - الساعة 11:19 ص

احمد عبدالقادر البصيلي
بقلم: احمد عبدالقادر البصيلي
- ارشيف الكاتب


قالوا لي حسم تلك المشكلة في لحظات محمود الصبيحي ٱخر العقول الحكيمة والصلايق النقية بلا خبث ولا مواربة ولا طمع من هذا او مصلحة من ذاك....

وضع النقاط على الحروف في اقل الدقائق وحسم تلك الدوشة الجوفاء في اقل الدقائق وتمت عملية التسليم والاستلام بطورالباحة محافظة لحج بين الخلف والسلف بادارة المديرية وبلا ضجيج.

الحكمة هي نعمة الله يوزعها في عقول خلقه المؤمنين رحمة بعباده وتجنيبهم خبث الاشرار وذو النوايا الخبيثة التي ماتبرح ان تجد وجهة نظر مختلفة بين اثنان حتى تتقمص المحبة لهذا او ذاك منهم وباحترافية مدهشة لتوقع بينهما وتنفث شررها بلا ادنى رحمة او تحسبآ لعواقب ذلك الشرر..

مجتمعنا صار يخلو كما يبدوا من ذوو العقول الحكيمة ومن تتبع تلك الحملة الاعلامية المصاحبة لتباين وجهات النظر بين محافظ لحج ومدير طورالباحة يستشف بجلاء بان الشر قد استوطن الاوادم ومسخ العلاقات بينهم بصورة تقشعر لها الابدان...

اعلم علم اليقين ومن مصادر اكثر من مقربه لسلطة القرار بالمحافظة بانه لاتوجد مشكلة على الاطلاق بين المحافظ ومديره بطورالباحة ولايتعدى الامر اجراءات ادارية في بدايتها لحفظ ماء وجه السلطات بما يقال ويقيل..
.
فمسخ الاشرار تلك البدايات الادارية بصب الزيت في اللهب وخرجت عن الطوع كل التفاهمات بل حتى لحظات الود والاخذ والرد

لم يعد لها مساحة ولو قليلة بل تحول الامر لزوبعة ليس لها اول ولا آخر وغاب فيها العقل بشكل بات وتحكم الاشرار بالمشهد دونما رحمة ولا شفقة

العقل والحكمة هي وسيلة العظماء من بني البشر المنزهين من الاغرلض والمطامع والمصالح وعندما تتدخل اهل تلك العقول وذوو الحكمة يفصل بالخلاف ويعوده لمساره الطبيعي...

فمحمود الصبيحي هو ذاك العقل والحكمة المتواجدة بيننا كمدرسة اخلاقية ينبغي علينا الالتحاق بصفوفها والتعلم منها كيفية ادارة الخلافات وحسمها بما يضمن العدالة وصون الحقوق...

ذات يوم حضرت لقاء بمنزله بعد دعوته لشيخان براس العارة وصل التباين بينهما في تلك الايام لان يزج بقبيلتيهما في مواجهة دامية سيما وتجمع المسلحين للطرفين بقلب راس العارة ولم يتبقى سوى بدء سفك الدم باول طلقة نار بين الطرفين.

ذهبت يومها مع الجمع من المدعوين والعقلاء والمشايخ الذي دعاهم محمود الصبيحي لمائدبة غداء ومقيل والجلوس بين المتخاصمين الجاران العدوان افتراضآ...

وفي وفت جلوسنا لمائدبة الغداء بمنزلة واثناء غسل ايدينا في حوض الماء كان ينظم الفصل بشان القضية المتخاصم عليها الطرفان ويصدر حكمة النهائي بينهما وقبل الطرفان ذاك الحكم الفاصل قبل جلوسنا لمائذة الغداء.

وكان لمصادفة جلوسي بمائدة الغداء بجوار المرحوم الشيخ محمد النمر الذي قلت له باول لقمة اكل اخي محمد الموضوع كما يبدوا قد حسم ومحمود قد فصل بالخلاف والطرفان وافقا..

فضحك الشيخ محمد قائلآ خلاص كملنا وقلت له وين المقيل؟ "

قال خلاص نتغدى ونروح بيوتنا القضية احتلت وحسمت. وتقهقهنا فوق الغداء مستصغرين انفسنا وكبارنا بالتماهي امام القضايا وبعدنا عن الحكمة المنزة من الاغراض والبعيدة من نوايا الشر..

حكمة كهذة وعقول مثلها ينبغي الاستفادة منها فهي خلق واخلاق ونعمة الله في ارضه رافة ببني البشر فهل من مستوعب.