آخر تحديث :الأربعاء-08 مايو 2024-08:07م

نحن سبب أزمة البلد

الإثنين - 22 يناير 2024 - الساعة 08:24 م

ناصر احمد الخطاط
بقلم: ناصر احمد الخطاط
- ارشيف الكاتب


من العجيب أن الدخان جزء من مكونات الماء ولكنه يسمح للنار بالاشتعال ، كما انه أول نذير على اقتراب انطفائها .
وهكذا نحن نستطيع أن نشعل النار فنحن منها ، كما نستطيع اخمادها وان كنا سببها .
فنحن المتهمون ، ونحن الجلادون لهذا البلد ، لا شيء اكبر وبالاً منا ، نحن الفاسدون ، نحن الذين جلبنا كل هذه الازمات ، كفانا إلقاء اللوم على على الآخرين ، وكفانا لعب دور الضحية ، حتى ملت الضحية دورنا ، وصارت أكثر شراسة من الجاني .

نعم نحن السبب في كل ما تعانيه ، من صغيرنا وحتى الكهل منا ، جميعنا يعلم من اين بدأت ومن اين تنتهي ، والمخرج والحلول ، جميعنا يعاني ، جميعنا يستشعر الغربة من فقيرنا إلى المترفين .

ماذا فعلنا ، بل ماذا قلنا على أقل تقدير ، من منا تذمر بحق واعتقد بالثوابت وآمن بالصواب .. لا احد ..!؟
اصبحنا طرائق قددا ، لا نحسن سوى التحسبن والحولقة .
وكأننا منذ يوم او يومين نعيش هذا الوضع البائد أو ربما أمر عارض .
نحن سبب كل هذا الخزي الذي يلوي الأعناق ويطأطا الرؤوس ، ويذل العفة وينشر الابتذال ، ويؤئد المرؤة في لحد الارتزاق .

نحن السبب في تدهور كل شيء في هذا البلد ، فمنذ تسعة أعوام ونحن نهوي من سحق إلى سحيق ، ولم نحرك ساكن .
ماذا سنقول لهذه الأجيال الذي جاءت في التسع العجاف ، حين سيسألوننا ، ألم تكن تسع سنوات كفيلة أن توقضكم من هذا السبات ، ألم تكن كفيلة أن تثير الغيرة بداخلكم ، أليس تسع سنوات كفيلة أيضاً أن تستشعر أن الم هذا الحال المنكسر دون جبر .

منذ تسع سنوات ونحن نستحق باقتدار أكثر من هذا نستحق أن نباع ونشترى ، بل أننا أصبحنا كسلع الوكالات تدور بين الدلل ولاتستهلك وتظل راكدة بحسب المنفعة .
متى سنعرف أننا صرنا لا قيمة لنا بل والله عرفنا وعلمنا وتيقنا ولكن ماذا فعلنا .

متى ستتحرك دماء الرجولة ونهز الأرض بصرخات التحرر من فساد الصمت المتسلط .
لقد اتخذنا التواصل لأغراضنا البذيئة والرخيصة والهروب من الواقع وتمضية الوقت ، لنسلي أنفسنا بالتاسي ،

والمضحك أننا أصبحنا مثلاً لأحقر ثوار وارخص مرتزقة ، ولو ارتقينا لبيع مبادئنا في سوق النخاسة لأحتججنا بالجبر والارغام ، ولكنا صرنا باعة متجولون .

فإن كنا اهلا أن نكون غير هذا ومثالا صعبا لقانون الكرامة ، علينا أن نصطف صفاً واحد كي نسلم أنفسنا لأنفسنا أولاً ، فحينها نتحرر من جلد الذات بسياط الاحتياج والتواكل .
لتشرق شمس عزتنا التي طال غروبها بضوء ينير قرار استقلالية الذات من جوف التسلط .
هذا هو الجواب الذي سيقنع الأجيال وسنجينا من عار السؤال ، وسيوقف التاريخ عن نقل الحدث ..
بهذا ستحل نفسها ياسيد ..!!