قررت إدارة بايدن تصنيف الجماعة الحوثية أنها "كيان إرهابي عالمي مصنف بشكل خاص" (SDGT) Specially Designated Global Terrorist group؛ مصنف بشكل خاص، بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224"
وجاء ذلك في اعلان لوزارة الخارجية الأميركية في بيان الأربعاء الماضي، لإعادة تصنيف جماعة الحوثي "جماعة إرهابية عالمية"، وذلك في قرار يسري بعد 30 يوما من تاريخ اصداره، وأنه خلال مدة الثلاثين يوما قبل نفاذ القرار "ستجري الحكومة الأميركية تواصلا واسع النطاق مع الأطراف المعنية، ومقدمي المساعدات، والشركاء المهمين لتسهيل المساعدة الإنسانية والاستيراد التجاري للسلع الضرورية في اليمن".
الخارجية الأميركية أكدت إنها تعمل على الحد من تداعيات تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية على اليمنيين، وإنها ستتخذ خطوات إضافية ضد الحوثيين عند الضرورة،وأن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية عالمية سيحد من تمويلهم، كما تعهدت الخارجية الأميركية بأن واشنطن ستفرض عقوبات على كل من يدعم الحوثيين.
إن أسباب إلغاء التصنيف للحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية غير مقنعة فهو لا يعود بفائدة عملية تذكر في مساعدة الحكومة الأمريكية على التعامل مع �الجماعة الحوثية�، وستبقى الجماعة كياناً إرهابياً مصنفاً من قبل الولايات المتحدة ضمن قوائم وزارة الخزانة، وسيبقى العديد من الحواجز الخطيرة للقيام بأعمال تجارية معهم قائماً ، ومع ذلك فإن عدم اعادتهم لقائمة "المنظمات الإرهابية الأجنبية" تُعد خطوة سيئة وقرار خاطئ في هذا التوقيت لحماية مصداقية سلطات العقوبات الأمريكية في جميع أنحاء العالم، فكان ينبغي على واشنطن اعادة �الجماعة الحوثية� لقائمة "المنظمات الإرهابية الأجنبية" ، إلى أن يتوفر دليل على أنها قد أوقفت أنشطتها الإرهابية بشكل كامل في البحر الاحمر وخليج عدن وانهاء انقلابها على الحكومة الشرعية وتنفيذ قرارات المجتمع الدولي وجنوحها للسلام الدائم والمستدام ، فاعادة تصنيف الجماعة الحوثية ككيان ارهابي عالمي بينما هي تستمر بالانخراط في أعمال إرهابية واسعة النطاق يمكن أن يخلق تصوراً بأن العقوبات الأمريكية ليست أدوات تكنوقراطية لتغيير السلوك العدائي، بل أدوات سياسية يمكن استخدامها كيفما ترتأي الإدارة الامريكية الحالية لحسابات دولية واقليمية خاصة بها وبعيدة عن ما هو معلن .
وما يمكن الاشارة اليه وهو الأهم من كل ما تم ذكره سلفا أن إلغاء التصنيف للجماعة الحوثية من قائمة "المنظمات الإرهابية الأجنبية" قد يمثل مشكلة خطيرة من ناحية توجيه الرسائل من شركاء وحلفاء أمريكا في المنطقة، وخاصة دول الخليج وكذا الحكومة اليمنية الشرعية ، فهم قلقون بشدة من أن يؤدي هذا التصنيف الناعم علاوة على بعض الضربات المحدودة التي تم تنفيذها خلال الاسبوع الماضي ، ويسهم مجددا إلى تقوية الجماعة الحوثية ، في الوقت الذي يُنظر إلى دور الولايات المتحدة بأنه آخذ في التراجع من المنطقة مما يتسبب في مزيد من زعزعة الاستقرار ، لذلك يَعتبر حلفاء الولايات المتحدة أن الوقت ليس مناسباً على الإطلاق لتخفيف الضغط عن الجماعة الحوثية بهذا التصنيف والتعامل العسكري الناعم .
لذا يمكن ان نعتبر تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية عالمية بشكل خاص تحت أمر تنفيذي هو اجراء أقل حدة من تصنيفهم منظمة إرهابية أجنبية من قبل وزارة الخارجية ، ويعتبر هذا التصنيف من وجهة نظر عدد من المراقبين غير جدي في وقف نشاط الجماعة الحوثية الارهابي سواء في تهديد الملاحة في البحر الاحمر وخليج عدن او تهديد السلم في الاقليم بشكل عام وكذا انهاء انقلابها على الحكومة الشرعية وجنوحها للسلام وفقا والقرارات الدولية والمبادرات الاقليمية وعلى راسها نتائج الوساطة السعودية العمانية التي وصلت لمراحلها النهائية للتوقيع عليها قبل التصعيد الحوثي ، وهذا يتطلب لعودة تصنيفها كجماعة ارهابية اجنبية بفرض عقوبات واسعة النطاق وإنه من الممكن تشكيل أي آليات إنفاذ لإعفاء المساعدات الغذائية والإنسانية ، مع توفير دعم مباشر لدعم قوات الجيش للحكومة الشرعية لتحرير ما تبقى من الاراضي التي تسيطر عليها الجماعة الحوثية ورفع غطاء الحماية عنها والذي وفرته امريكا وبعض الدول الغربية والذي مثل لها طوق نجاة اكثر من مرة ،واليوم المجتمع الدولي يكتوي بنيران سلوكها الارهابي ويدفع الثمن غاليا.
*باحث مختص في الإعلام السياسي