آخر تحديث :الأحد-22 ديسمبر 2024-02:37م

حوار المذكرات

الأربعاء - 17 يناير 2024 - الساعة 08:57 م
ناصر علي الحربي

بقلم: ناصر علي الحربي
- ارشيف الكاتب


( حوار المذكرات )

اخذ المقال الذي نشره اللواء علي ناجي عبيد ....في صحيفة عدن الغد في ثلاث حلقات واختار ان يكون
عنوانها (حوار المذكرات ) اخذ حيزا خاصا ....بين التعليقات والردود التي تفضل بها بعض القراء الكرام ... حول
كتابي " ولي ذكرياتي "

أشار اللواء علي ناجي في الحلقة الثالثة والاخيرة من مقاله الى ماورد في كتابي من إجابة على سؤال " هل كانت الجبهة القومية خيارا بريطانيا في تسليم الاولى السلطة في الجنوب بعد الاستقلال الوطني وجلاء القوات البريطانية " ؟ ....مشيرا الى بعض المعلومات التي تناولها في مذكراتهما كل من المناضلين عبدالقوي مكاوي ومحمد سالم باسندوه حول هذا الموضوع .

ولاني اجبت في مذكراتي بنعم على اختيار بريطانيا لتسليم السلطة للجبهة القومية بعد الاستقلال
الوطني وجلاء القوات البريطانية من الجنوب في 30 نوفمبر 1967 فقد احببت ان اعلق في مقالي هذا....... على ماتناوله اللواء علي ناجي في مقاله ولاسيما في الحلقة الثالثة والاخيرة من المقال من المعلومات المتوفره لديه حول الاجابه على هذا السؤال .

لقد دللت تلك الإجابة في كتابي بالكثير من المعلومات حول السياسة الاقتصادية والامنية البريطانية التي
تمثلت في التضخم الوظيفي للجيش الجنوبي ومضاعفة رواتب الجيش
والجهاز الاداري للدولة وسحب الاحتياط النقدي الذي يقدر حينها بمبلغ ستون مليون جنيه استرليني وتسليم الجبهة القومية خزينة فاضية
وذلك ما يعلمه الكثيرون ممن عاشوا تلك المرحلة الزمنية .

لقد كان للحزب الاشتراكي اليمني نفس النظرة حول هذا الموضوع حين اصدر تعميما معللا فيه الخطوات البريطانية في وضع المعوقات الاقتصادية والامنية
امام الجبهة القومية .

أشرت في كتابي ان الاعتراف البريطاني بالجبهة القومية وتسليمها السلطة في الجنوب لا يعبر عن حب بريطانيا للجبهة وإنما لأنها اي الجبهة القومية كانت الاقوى على الصعيد الوطني ولكنها الأضعف في علاقاتها
مع السلطات الحاكمة في شمال الوطن والمخابرات المصرية التي كان لهما نفوذا في الشمال وكانا الداعمان لجبهة التحرير .

وباعتباري عشت تلك المرحلة وكنت شاهد عيان على احداثها فقد وفرت على نفسي الوقت في البحث عن مصادر اخرى تدلني بمعلومات كنت مطلع عليها شخصيا وعن قرب .

وهنا فإني لا اقلل من اهمية المناضل محمد سالم باسندوة ولا من اهمية الاب الروحي لجبهة التحرير المناضل الوطني الكبير( ابو الشهداء ) الفقيد عبدالقوي مكاوي فانا ممن يحترم هاتين الهامتين الوطنيتين . مصدقا ماقاله المناضل عبدالقوي مكاوي في مذكراته مع اني اراء بان ذلك لا يعترض مع الاحداث والوقائع التي تناولتها في كتابي .

لقد تحدثت في مذكراتي عن معلومة وليس تحليلا .

وفي هذا السياق يسمح لي اخي القارئ ان أزيده من الشعر بيتا... فالنفوذ البريطاني في ذلك الوقت لم
يقتصر حينها على الجنوب العربي فقط فحسب بل وعلى الخليج العربي والمنطقة العربية بما في ذلك النفوذ الامني والاستخباري البريطاني في الجمهورية العربية اليمنية . فقد تمكنت بريطانيا من استثمار الصراعات على السلطة
في الشمال واغتنمت الاثار النفسية والمعنوية التي تركتها هزيمة
5 يونيه حزيران 1967 على الامة العربية والاسلامية عامة وعلى مصر عبدالناصر خاصة..استثمرت بريطانيا كل تلك الاحداث فسعت جاده وبنفوذها الاستخباري في المساعدة على ازالة الرئيس عبدالله السلال من السلطة وخروجه من صنعاء في 5 نوفمبر 1967 لتعلن مباشرة
اعترافها بالجبهة القومية في اليوم الذي يليه 6 نوفمبر
1967 ....

على ما اضن فقد كانت بريطانيا ترى في بقاء السلال على رأس السلطة في الشمال خطرا على مشاريعها المستقبلية في الجنوب معتقده ان بقاء السلال في السلطة سيكون له دوره الايجابي في دعم الجبهة القومية والوصول معها الى تفاهمات مشتركة .

في الختام احيي الاخوة القراء وفي مقدمتهم القاري المهتم اللواء علي ناجي عبيد لاقدامه على هذه المبادرة الطيبة ( حوار المذكرات ) أملا أن يتمكن مع غيره من الاخوة القراء في مواصلة هذا المجهود الطيب والمفيد ودعوة الاخوة القادة كل بصفته وتاريخه وتجاربه من اثراء المكتبة العسكرية بمذكراتهم ...وللحديث بقية .