آخر تحديث :الأربعاء-08 مايو 2024-03:20م

يقولون ستُحل.. فهل ستحل نفسها يا سيد ؟

الثلاثاء - 16 يناير 2024 - الساعة 07:59 م

ناصر احمد الخطاط
بقلم: ناصر احمد الخطاط
- ارشيف الكاتب


تضارب الأحداث لا يعطي نتيجة ثابتة ، واكبر هزيمة هي قبول تكرار الوعود .
لم يعد في هذا البلد أي شيء له ملامح حتى الكذب صار مغشوش ، وصار الصدق لا يشبهه الحقيقة ، والتناقض امرأً مستساغ ، حين صارت ألأزمات محفوفة بالكوارث ، وصارت الكوارث لا تشبه غيرها ، ومن سماتها اننا نتقبل اعلاها ، ونأمل ادناها ، أو لعلها خير .

لقد صرنا في حيرة من التواءات المواقف ، ونسطر الاوهام في واقع البلد ، فنتوه في منعطفات المراحل ، ولا ندري مع من نكون ..
وادق تعبير يوصف وضع البلد إنها باتت كالحروف الجاره منحنية ملتوية مقوسة منكوسة عوجاء ، وكانها تعطي أدق وصفاً لوضع هذا البلد .
فماذا نفعل هل نكتب عن الحروف للحروف ، وهل نصنع الكلمات من نسيج الاعوجاج ونتهم القلم ،.
لقد طفح الكيل من جور الأسى وقلة الحيلة ، فنحن الرافضون الصامتون ، ونحن الناطقون الجاهلون ، ونحن ارباب المصيبة ، ونحن من نملك كل شيء ونحن الفاقدون لكل شيء .

نعلم الحلول ومع ذلك نعود لاسباب المشكلة ، لا شيء أكبر من تعاستنا سوى حالنا ..
اخبرونا متى سينتهي هذا التقويم المأساوي الذي يبدأ تضاريسه من اختلاق المحن ومن تقسمات المراتب..

لقد وصلنا إلى حد التهكم بالصمود ، وأخذنا لأنفسنا مقاعد للركود كي نناقش مدى تدهور عيشنا ، لم نعد نخشى شيئاً كل ما عليكم فعله أن تخبرونا متى ستكون الشمس عمودية على خط الاستواء ، كي نستعد لأنقطاع الكهرباء .

اصبحنا لا نريد أي شيء فقط اخبرونا عن حال المنظمات وخذوا ما تريدون من هذا البلد ..
نحن لا نستحق بذل الجهد بتحسين المعيشة أو أي خدمة أو بناء أي مشروع ، نحن لا نحتاج إلى برامج تنمية بشرية بل نحتاج أن تجعلونا نفكر اكثر بالاحتياج .

لقد اصبحنا نستانس بصعوبات الوضع ونبتسم بحكمة المتهيئ أنها اهون من هول غيرها ونحن لا نعلم غيرها ..
ومما يدعوا الى الانجاز اننا فقدنا الطموح ومات التقدم وصارت السلوى بتذكر الزمن الجميل لم نعد نملك سوى الذكريات بحجة المقارنة ، بينه وبين فوبيا المستقبل ولا نعلم أن المقارنة تهزمتنا من الداخل .

ان مشكلتنا الحقيقية الذي أرهقت قضيتنا حين استهلكنا جميع الالوان لرسم ماضينا الجميل الذي رحل ولم يعد ، وابقينا السواد لتلوين المستقبل المخيف الذي لم يأتي بعد فأصبحنا نعيش بين وهمين ، حبنا وشوقنا للماضي ، وخوفنا ورعبنا من المستقبل ، فنسينا أن نعيش حاضرنا فعاشوه نيابة عنا ، هذه هي المشكلة ..
فكيف ستحل نفسها ياسيد