آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-10:11م

مغامرات الصبي الأرعن

الأحد - 14 يناير 2024 - الساعة 09:36 ص

علوي الوازعي
بقلم: علوي الوازعي
- ارشيف الكاتب


 

مش قادر اقلع عن هذا الخيال ،اتخيل الحوثي بعد كل قصف  يقول للأمريكان والبريطانيين شكرا خدمناكم بأيجاد مبرر لكم في البحر الأحمر كما خدمنا إسرائيل بأن  حرفنا أنظار المتابعين عما يجري في غزة  وخدمتمونا بتوفير مصدر التعاطف معنا ،في وقت نحن بأمس الحاجة للتعاطف،ثانك يو  !

فالقصف وان بدا أنه ضد مواقع حوثية لكنها ضربات لن يخسر فيها الحوثي شيء ووحده الوطن ومواطنيه من سيخسرون .

نعم المستفيد  من القصف بالإضافة لأمريكا وبايدن  وإسرائيل هو الحوثي فقد  وفر له القصف  مصدر تعاطف شعبي يمني وعربي خصب ،إلى درجة أنه بإمكانك أن تسمع طقم تابع للشرعية في تعز فاتح زوامل عيسى الليث للآخر ،وكل هذا في الوقت الذي كان الحوثي من ناحية الشعبية  في المحافظات المسيطر عليها مثل بطارية تعاني من نفاذ  الشحن ودخلت في الخط الاحمر  بسبب الهدنة التي كانت أحلى الكأسين الأمرين .

فالحوثي بين الحرب وإرسال قواته إلى المحرقة في مأرب وغيرها من المناطق ...وبين الهدنة وخسارة شعبيته أختار الهدنة على مضض.

فالهدنة لمن يحاول السيطرة والحكم بالأزمات هي خيار ليس آمن  ؛فبالهدنة ستسقط عنه الكثير من المبررات التي يحاول أن يحجب بها عين الحقيقة في عيون الشعب الذي يعيش ظروفا بالغة السوء وتتفاقم يوميا .. ويحاول قمعه  وحرمانه من أبسط حقوقه بمبررات العدوان  وبالفعل  هذا ماحصل سقطت شماعة العدوان بالهدنة  وظهرت الاصوات المحتجة بقوة تطالب بالرواتب وتحسين المستوى المعيشي  وظهرت صورة  تأكل شعبيته وأضحة  للعيان  وهكذا  حتى جاءت حرب غزة فوجدها فرصة وقرر أن يقامر لاستعادة شعبيته الموشكة على النفاذ  وقد نجح  ولكن نجاحه لن يستمر وغدا ستتكشف للشعب العاطفي تبعات هذه المجازفة التي جازفت بالوطن بكامله .

فغدا عندما تتضاعف المأسي وتتفاقم الظروف الخانقة وتلتف حول عنق المواطن المسكين  الذي يعيش بلا دخل أصلا ولا راتب  ،سيدرك  حجم الهاوية التي اوقعهم فيها هذا الصبي الأرعن ،وعما قريب سنشاهد إرتفاعا غير مسبوق للأسعار بسبب الأحداث في البحر الأحمر .

 طبعاً ،المواطنين  الان تحت تأثير المخدر ولن يشعروا بالجوع والعطش واحتياجات الحياة الضرورية ولكن هذا الخدر  لن يستمر طويلا  فالجوع كافر ولا شيء يستطيع تخدير الجوع للأبد..!


✍🏾/علوي الوازعي