آخر تحديث :الثلاثاء-21 مايو 2024-11:39م

الفريق الركن الداعري، رجل المرحلة الاستثنائية

السبت - 13 يناير 2024 - الساعة 05:24 م

أنعم الزغير البوكري
بقلم: أنعم الزغير البوكري
- ارشيف الكاتب





في كل دولة أو بلد نقرأ عن شخص ناجح، وقائد شجاع ومقدام، نجد في مسيرته وتاريخه أنه خاض العديد من الحروب والمعتركات لكي ينهض بشعبه ووطنه ودولته وأمته، مثل هكذا قائد من الطبيعي أن ننصفه ببضع كلمات عرفاناً وتقديراً لما يقدمه من جهود وتضحيات لخدمة الناس، ليكون قدوة للغير ومنبراً للشموخ والعزة والإباء، وهذا ما حدث ويحدث الآن لرجل النموذج الفريد للقيادة والمتمثل بالفريق الركن محسن الداعري وزير الدفاع.

حقاً لقد نجح الفريق الركن محسن الداعري في نيل رضا وتوافق كل القوى الوطنية والإقليمية والدولية لتولي منصب وزير الدفاع في أدق مرحلة وطنية حساسية، ليكون رجل الرهانات الوطنية ورمزا للتوافقات المحلية والإقليمية والدولية وعليه تصب اليوم كل الانظار، بعد أن أهله تاريخه النضالي العسكري وتفوقه الأكاديمي والوطني في نيل أعلى الشهادات العسكرية والأوسمة والنياشين إضافة إلى تدرجه من أصغر المناصب العسكرية ،وانتمائه للوطن وحده ولشرفه العسكري بعيدا عن أي تخندق سياسي مع أي طرف، منذ أن بدأ حياته العسكرية كطالب بلحج ثم عدن مرورا بالمهرة وحضرموت وصولا إلى صنعاء والحديدة ومأرب.

ولعل سر قوته التوافقية الاستثنائية في قيادة الجيش وتوحيد كل رفقاء السلاح اليوم يعود لاعتبارات كثيرة يصعب شرحها في مقال أو حتى سلسلة مقالات، لكن بداياته المشرفة في إنهاء معاناة القوات المسلحة مع مرتباتهم وحرصه على صرفها بانتظام منذ توليه حقيبة وزارة الدفاع إضافة لتركيزه على إعادة تفعيل الكليات والمستشفيات العسكرية لتأهيل وعلاج حماة الوطن وإرسال المتميزين في دورات عسكرية نوعية داخلية وخارجية تشمل كل أبطال الجيش بمختلف محافظات الوطن الكبير ودون انتقائية أو محسوبيات كما كان الحال عليه في الوزارة منذ بدايات الجمهورية اليمنية، ناهيك على حرصه على تلمس أحوال زملائه من القيادات العسكرية والمتقاعدين والجرحى والمقعدين وكل من يحتاجون للعون والمساعدة الطبية من منتسبي الجيش رغم صعوبة الواقع وشحة الامكانيات وحرصه على استغلال التوافقات المحلية الإقليمية حول شخصه القيادي المقبول من الجميع، لتوفير اكبر قدر من الاحتياجات للجيش واعادة الاعتبار للجندية ورفع معنويات منتسبي القوات المسلحة بعد كل سنوات التهميش التي تعرض لها الجيش بفعل الظروف القائمة وتداعيات الحرب على كل مناحي البلد واقتصاده الوطني عموما.

وكما نجح الفريق الداعري في نيل توافق الجميع على شخصه وكفاءته وقدرته على إعادة الاعتبار للجيش اليمني المقسم والمبعثر فقد، برهن للجميع أنه عند الرهان بنجاحه في توحيد رفاق البندقية وتوجيه فوهة نيران كل وحدات القوات المسلحة وفصائل المقاومة والقوى المنضوية في إطار الشرعية، نحو العدو المشترك للجميع، متمثلا بمليشيات البغي الانقلابية الحوثية ورفع جاهزية الجميع استعدادا لمعركة الخلاص الوطني من شرها بعد رفضها لكل جهود السلام ووقف الحرب واعتقادها بوهم القوة والانتصار على كل القوى الوطنية المتحدة اليوم ضدها بشكل غير مسبوق، بعد زوال أسباب الخيانة وشخصيات التآمر معها وأطراف تقاسم المصالح المكاسب بأشكال مختلفة واختلاف ظروف المرحلة وقيادتها الوطنية وغياب أي مصالح لها بصنعاء يمكنها ممارسة الابتزاز عليها كما كان الحال سابقا.

لاشك أنه الوزير الوحيد الذي يشعرك بوجود الدولة
ونقولها بكل صراحة إن الوزير الداعري يثير اهتمام أي شخص يراقب ويتابع تحركاته ونشاطه وما يبذله من جهود كبيرة دون ملل أو كلل أو كسل، وذلك للارتقاء بالعمل في المؤسسة العسكرية التي تخرج منها وأخلص لها، متغلباً على التحديات والصعوبات التي تواجهه..
ذلك الإخلاص والتفاني والحس الوطني الفريد الذي يظهر منه أثناء تأديته لعمله يجعلك تشعر بأن الوطن لا يزال بخير مادام فيه مثل هذا المسؤول النموذج، والذي يندر أن تجد له مثيلا في زمن ازداد فيه الاستهتار والتسيب والفساد والإهمال واللامبالاة في أداء العمل بالشكل المطلوب..
تجده يحترم نفسه ويحترم الوظيفة الذي هو فيها ويقدر قيمة المسؤولية التي وضعت على عاتقه، ويحترم الموظفين الذين يخضعون له.. فيجبر كل من يراه على احترامه وتقديره بصورة لا إرادية وتلقائية رغماً عنه، بما يراه في هذا الوزير الاستثنائي من إخلاص وتفانٍ في عمله الذي يؤديه بكل اتقان واقتدار، متخطياً كل الظروف والأزمات التي تمر بها البلاد، والصعوبات والعقبات والعراقيل التي تواجهه في المؤسسة التي يديرها، بما يتمتع به من فطنة وحنكة عسكرية فريدة وخبرة عملية متميزة، بحيث يكون لعمله تأثير كبير وأهمية بالغة تجني ثماره تلك المؤسسة الحكومية التي يديرها وآلاف المنتسبين لها الواقعين تحت سلطته ومسؤوليته.

ويعد وزير الدفاع الفريق محسن الداعري وطني من الطراز الأول، يعمل بصمت وبعيداً عن الأجواء الصاخبة والأضواء التي يتهافت عليها المتدلسين من مرضى النفوس والمصابين بداء العظمة وحب الظهور.. لا يكل ولا يمل ولا يشتكي من أي ظروف أو صعوبات أو تحديات تعترض طريقه، بل يعمل على تجاوزها بكل حنكة واقتدار.. تجده يتعامل مع الكل بكل حب وتواضع وإخاء، لا يتعالى ولا يتكبر على أحد.. يقابل الجميع بوجه بشوش وصدر رحب وبروح أخلاقية عالية، ويُبدي الاحترام لكل من حوله.


يدرك الوزير الداعري حقيقة وجوده في هذا المنصب السيادي بأنه لخدمة الوطن والدولة والشعب، وإنجازاته ليست بروازاً على ورق أو كتابة على مواقع التواصل الاجتماعي كما يفعل بعض المسؤولين المصابين بالعقد والانفصام النفسي والشخصي، وإنما إنجازاته ملموسة على أرض الواقع، وهذا ما جعله متميزاً ويشار إليه بالبنان في طريقة إدارته لهذه المسؤولية والأمانة الملقاة على عاتقه، والتي يشهد له فيها الكل بالكفاءة والإمكانية والأهلية.. وبمجرد التعامل معه تكتشف منذ الوهلة الأولى بأنه نقي القلب ونزيه الضمير لا تشوبه شائبة، مخلص ومتفانٍ في عمله، ودود مع الكل دون استثناء في تعامله وتعاطيه، لا تفارق الابتسامة محياه، يعمل بصمت وبعيداً عن أضواء الكاميرات والصخب الإعلامي الذي يغلب عليه المبالغة والتنمق والبهرجة..
لا نبالغ إن قلنا إن وزير الدفاع الفريق الركن محسن الداعري يعتبر مفتاحاً للإيثار والتميز ومثالاً يحتذى به كرجل وطني يعي جيداً أهمية عمله ويستوعب حقيقته، ولذا تراه شخصية نادرة ونموذجاً للمسؤول الناجح والمؤهل تأهيلاً كاملاً، القادر على جعل الأنظار تتجه نحوه، ويشعر الجميع ناحيته بارتياح تام.