آخر تحديث :الأحد-05 مايو 2024-08:34ص

الحوثي المستفيد الوحيد من الحرب

الإثنين - 08 يناير 2024 - الساعة 10:27 ص

جابر عوض عرفان
بقلم: جابر عوض عرفان
- ارشيف الكاتب


صدق او لا تصدق .
الحوثين يدركون انه لا صنعاء و لا غيرها من المحافظات مكان آمن ، ويدركون ايضا ان الشعب في الشمال ليس مرحب بهم بقدر ما انه يرى انهم امر واقع مفروض بقوة السلاح والمصلحة تتطلب التكييف معهم الى اجل غير مسمى .
لذلك الحوثين لم يؤسسوا لدولة في صنعاء بمعنى دولة ومسخرين كل امكانياتهم المادية لبناء للملاذ الآمن وهي صعدة .
صعدة وما ادراك ما صعدة ، ليست صعدة التي نراها فوق الارض ، انما صعدة تحت الارض .
اذا لم تكن اعداد الانفاق في صعدة اضعاف ماهي في غزة واكثر توسعا وتعقيدا ، مزودة باحدث التكنلوجيا المعاصرة ، فأنها بنفس قدر الانفاق في غزة ..
ماذا أسست الأطراف المحلية الأخرى ، سواء في مأرب او عدن او حضرموت او غيرها من المحافظات المحررة .
سخروا الإمكانيات لخدمة احزابهم وجمع الثروة في حسابات خاصة ، لم يؤسسوا لا لدولة ولا استعداد لما بعد التسوية وخروج التحالف من المشهد ..
الأحزاب والمكونات المسيطرة على المناطق المحررة اجرمت في حق ابناء تلك المحافظات اضعاف ما اجرم الحوثي بالته العسكرية .
وليتهم استطاعوا تأسيس قوى عسكرية موازية للقوى الحوثية ، تحسبا لاي طارئ بعد خروج التحالف من المشهد .
كل ما عملوه تحسب لأي طارئ ، هو ترك اسرهم في الخارج وايداع اموالهم في حسابات في البنوك خارج البلد ، واذا حدث اي طارئ ستجدهم يجمعون امتعتهم الشخصية ، والفرار في اقرب طائرة او اقرب قارب والى اقرب دولة متاحة ، تاركين الشعب والامن والقوات المسلحة يواجهون مصيرهم ..
ظنا منهم انهم سينعمون بالعيش الرغيد في الخارج ، غير مبالين بدعوات ضحاياهم التي ستطاردهم حيثما ذهبوا ، وتصيبهم جزاء بما اقترفوها من ذنوب .
افيقوا قبل فوات الأوان واسسوا لقوة عسكرية موازية للقوى الحوثين ورادعة لهم اذا سولت لهم انفسهم تكرار سيناريو ٢٠١٥ .
لاتزال الفرصة متاحة قبل توقيع التسوية السياسية المعلن عنها .
اغتنموا الفرصة كونوا قوة على الارض افضل من العيش في المنفى لاجئين يتنقلون من دولة الى اخرى باحثين عن الملاذ الآمن .