خياران أمامه ولا يمكن أن يكون الحوثي الإثنين معاً ، أما أن يكون طرفاً في العملية السلمية ويجهز حقائب السفر للذهاب لتوقيع إتفاق مكه، أو يعلن نفسه أداة حرب وشر مطلق ، ضد التسوية ومصدر إقلال للمنطقة والعالم ،ولكل منهما فواتيره وأثمانه .
مايذهب إليه الحوثي في سياسته هو أن يبقي الباب نصف مفتوح نصف مغلق تجاه خارطة الطريق ، وأن يواصل في ذات الوقت عدوانه على المصالح الدولية، وعين حساباته على تعزيز نفوذه المحلي، وخطب ود قواعده التي تعتاش على الحرب كقطَّاع طرق وأوعية نهب وجباية.
الأمور في غاية التحديد ، الموضوعان منفصلان تماماً : أما الحرب وأما السلام ، لا يمكن أن تحتمي بالسلام وأنت تجيش في الداخل للغزو بإسم فلسطين ، أو أن تتحدث عن تسوية وأنت تهدد الإقليم والجوار، وتشق الطريق كي يتمكن الإيراني من بسط هيمنته ، وتعزيز حضوره في منطقة ليست له ، لا بالمفهوم الجغرافي ولا السياسي ولا حتى بمقياس مناطق النفوذ المسلح.
الجميع يحشد لضرب الحوثي ، وتستمر الجولات المكوكية للدبلوماسية الدولية ، لإكمال خلق توافقاً عاماً ،بأن كل سُبل تجنيب الحوثي عملاً عسكرياً، قد فشلت، ولم يبقَ من وسيلة سوى تحييد مخاطره بالقوة.