آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-04:02ص

الانتقالي والمتغيرات الجديدة

الأحد - 31 ديسمبر 2023 - الساعة 05:16 م

عبدالعالم الحميدي
بقلم: عبدالعالم الحميدي
- ارشيف الكاتب


لا تكمن المشكلة في تشكيل فريق حوار جنوبي جنوبي بفرمان من اللواء عيدروس ، كما لا يشكل فرقا من يقود الفريق ومن هم أعضاءه ؟
حتى وان دعا قيادي جنوبي عتيق صاحب سجل نضالي تشهد له الساحات والميادين والزنازين الى حوار من قبل من كان سجانه أو ربما ممن كان يصف الحراك بالهنود والصومال والثلة المارقة التي لا تمثل الجنوب.
كل ذلك كما قلت لا يهم ابدا.
المشكلة كلها تكمن في فكر الانتقالي وتوجهاته وقناعاته التي تفرض امر واقع قائم على الوصاية على الجنوب والتمثيل الفردي لقضيته والاتيان بمكونات مفرخه يستلم قادتها رواتبهم من امين صندوق المجلس الانتقالي ويدينون بالولاء والطاعة للقائد الأوحد ،في مسرحية هزلية ممقوتة تحمل شعار لملمة الجسد الجنوبي فيما هي في الواقع ضم والحاق يكمل العدد.
ان الخطوة الصحيحة في طريق الحوار الجنوبي تبتدي في تخلي الانتقالي عن دور الاب الذي يلوح بعصا التهديد والوعيد لكل من يعترض على سياساته أو ينتقد أخطاءه وما اكثرها.
لقد فرض الانتقالي حزمة تصنيفات يصنف فيها من له رؤية لا تتناسب مع رؤيته ووجه اقلامه ومناصريه ممن اثروا بعد فقر وشبعوا بعد جوع في استخدام كل انواع السباب والشتائم والتخوين وغير ذلك ضد مناهضي افكاره التدميرية.
في سجن من في السجن وفي المنافي الكثير وفي كنبة الاقصاء والتهميش الأكثر ممن كانوا اصحاب الحلم الحقيقي في قيام دولة الجنوب هم الذين يفترض اليوم ان يكونوا حاضرين في المحافل التي تقرر مصير الجنوب 
على ان ما يجب ان ندركه جيدا اليوم ان الانتقالي لا يتحرك في مشروعه الميؤوس من تلقاء نفسه. الأمر خلفه تقارير حقيقية ودراسات لدى التحالف والأوربي والامريكان والروس والأمم المتحدة تكشف تراجع كبير في شعبية الانتقالي وقادته.
وما عاد بالإمكان الاستناد الى ما يزعم انه تفويض شعبي عين فيه الزبيدي رئيسا للجنوب. وقد بات الشارع في اتجاه والقيادة في اتجاه مخالف وتدهورت شعبيته وفقد مناصريه و٨٠ بالمية ان لم تكن اكثر من شعبيته في الشارع انتهت.
ان ابسط شخص في الجنوب اليوم يعرف الأحداث التي تتسارع في المنطقة والتي قلبت الموازين رأسا على عقب خصوصا ازدياد قوة الحوثي الذي بات يهدد المنطقة كلها واستطاع ان يحقق التفاف شعبي كبير في مناطق سيطرته وحتى بعض المناطق المحررة بإعلانه ضرب اسرائيل وهذا الشغب الذي يصنعه في البحر الأحمر.
الخلاصة ان السعودية اقتنعت مجبرة على الاتفاق مع الحوثي وايقاف الحرب،الإمارات في طبيعة الحال ذهبت مسارعة الى حليفها أو بمعنى ادق صنيعتها.
فماذا يمكن ان يفعل ؟ قوته من القرية والمقربون ،، الويه ومعسكرات ليست اكثر من كشوفات رواتب،  تسليح ضعيف امام قوة الحوثي بصواريخه ومسيراته وطائراته الحربية، و قاعدة شعبية متدهورة.
وهنا جاءت توجيهات الشيوخ الغاضبة استعيدوا قاعدتكم.
ويبقى السؤال هل يقدر الانتقالي اليوم على لملمة ما تبعثر والذهاب الى الرجال الصح رجال الدولة الذي يمكن ان يشتد بهم ظهر الجنوب.
من وجهة نظري ان بالإمكان ذلك اذا توفرت النية الصادقة.
تنبيه اخير ان الحوثي والشرعية على رأي واحد بخصوص الجنوب ومن مصلحتهم ان يستمر الانتقالي في تفالت لحمة الجسد الجنوبي