آخر تحديث :الأربعاء-25 ديسمبر 2024-10:31ص

مجزرة سناح في ذكراها العاشرة.. جريمة حرب ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم

الأربعاء - 27 ديسمبر 2023 - الساعة 08:28 م
مهيب الجحافي

بقلم: مهيب الجحافي
- ارشيف الكاتب


يصادف اليوم الذكرى العاشرة لمجزرة سناح الضالع التي ارتكبتها قوات النظام السابق المتمركزة في مبنى المحافظة بقيادة المدعو عبدالله ضبعان قائد اللواء 33 مدرع باستهداف مخيم الشهيد فهمي محمد قاسم في مدرسة سناح بقذائف الدبابات سقط على إثرها أكثر من عشرين شهيداً وعشرات الجرحى معظمهم أطفال بعمر براعم الزهور في جريمة حرب ضد الإنسانية.

وتعتبر مجزرة سناح الضالع واحدةٌ من المجازر التي ارتكبها قوات النظام اليمني بحق الشعب الجنوبي والتي تستظل شاهده على همجية النظام السابق ودمويته أظهرت مدى جرمهم وبشاعتهم في إبادة الأنسان في الجنوب .

وهو ما يتوجب على شعبنا وفي مقدمتهم الشق الإعلامي إبراز هذه المجازر وتعرية مرتكبيها ومطالبة المجتمع الدولي الإنساني بالنظر تجاه مجزرة سناح الضالع وإحالة مرتكبيها إلى المحكمة الجنائية الدولية للمحاكمة لينالوا جزاءهم.

وتمثّل مجزرة سناح الضالع واحدةٌ من أكبر الجرائم الوحشية في تاريخ الإنسان من حيث البشاعة والاجرام والإبادة الجماعية لا يماثلها إلى حرب الإبادة التي يشنها الكيان الصهيوني في غزة، وقد ارتكبتها قوات النظام السابق المتمركزة في مبنى المحافظة سناح بقيادة ضبعان، وكأنها لم تفعل شيء في مشهد فضيع يحبس الأنفاس من شدة الأشلاء التي امتلأت ساحة المدرسة وتوشحت جدرانها بالدماء الآمنه الكبيرة.

وعلى الرغم من محاولات أجهزة النظام السابق تغطية الجريمة وأن ذلك حصل عبر الخطأ إلا أن مساعيها الدنيئة سقطت بالفشل الذريع حين رفضت تحريك أي سيارة إسعاف لإنقاذ الجرحى الذين معظمهم أطفال بعمر البراعم ولو ما المواطنين الذين بادروا باسعاف الجرحى لكانوا اليوم شهداء ضمن رفاقهم.

وعلى الرغم من ما ارتكبته قوات النظام السابق في الضالع من مجزرة جماعية إبادية بحق المدنيين الآمنين في الضالع... إلا أنها رغم ذلك لم تستكفي بما فعلته وقد وصل بها الحال إلى نشر قطعانها في مداخل ومخارج المحافظة وعززت نقاطها العسكرية في الخطوط وحاولت إعاقة حركة السير أمام السيارات المدنية التي تسعف جرحى المجزرة وقد نفذت على أثرها حملات واسعة بمداهمة مناطق الضالع في صورة أظهرت بكمية الحقد الدفين التي تحمله في قلوبها ضد أبناء الضالع و الجنوب عامة، وقد كانت تلك الصورة المروعة التي وثقتها عدسات الإعلام لاشلاء الأطفال والشباب والرجال كفيلة بجرمهم ومدى بشاعتهم الوحشية بقتل الإنسان المسالم.....

فاليوم ونحن نحيي هذه الذكرى الأليمة لمجزرة سناح التي حدثت في مثل هذا اليوم السابع والعشرون من ديسمبر 2013م... فإننا نتذكر ذالك اليوم الأسود الذي صعق به شعبنا الجنوبي والعالم أجمع بارتكاب قوات النظام السابق المتمركزة في مبنى محافظة الضالع سناح مجزرة جماعية ضد أبناء المحافظة الآمنين، لتبقى هذه الذكرى الأليمة حية في وجدان شعبنا وشاهده على حقدهم الدفين في قتل الأرض والشجر والحجر والإنسان الجنوبي.

وأمام تلك المشاهد المروعة، فإننا سنذكر مرتكبيها وداعميها وكل من يحاولون فرض وحدتهم المشؤومة بالقوة.... أن هناك أطفال وشباب وكبار السن وأسر بأكملها توافدت إلى مدرسة سناح لتأدية واجب العزاء لأسرة الشهيد فهمي محمد قاسم، وأن دبابات النظام السابق المتمركزة في مبنى المحافظة سناح وجهت فوهاتها نحو صوب المخيم في المدرسة واطلقت قذائفها الإجرامية الارتجالية في استهداف الأبرياء الآمنين في عملية ناجحة نفذتها كانت قد سفكت دماء كل من كانوا متواجدين في المخيم... لنقول لهم أن جريمتهم الشنعاء لم ولن تسقط بالتقادم ولن نسكت عنها مهما طال الزمن او قصر... وأن دماء مجزرة سناح ستظل حيه في وجداننا وأمانه في أعناقنا.

فاليوم وبعد أن مضى عشرة أعوام من مجزرة سناح الضالع، فإنه يتوجب على قيادتنا السياسية ممثلةً بالاخ اللواء القائد عيدروس قاسم الزبيدي، حفظه الله، أن يولي اهتماماً كبيراً بأسر شهداء وجرحى مجزرة سناح ورد الاعتبار لدماء شهداءهم وجرحاهم والضغط على رئاسة مجلس القيادة الرئاسي والحكومة بتشكيل لجنة تحقيق لمتابعة ملف القضية ومحاسبة مرتكبيها وتقديمهم للمحاكمة الجنائية الدولية لينالوا جزاءهم وقصاصهم.