آخر تحديث :الجمعة-03 مايو 2024-03:17م

عملة مختلفة .. وقصة مختلفة

الأربعاء - 27 ديسمبر 2023 - الساعة 11:26 ص

ناصر الوليدي
بقلم: ناصر الوليدي
- ارشيف الكاتب


اااه من العملة وحكاية الوصول إليها، وهل مشاكل العالم كله اليوم إلا من بعد العملة؟ وهل تستمر وتستقيم حياة البشر إلا بالعملة التي جعلها الله لنا قواما ؟

*إذن لابد*

أن تكون معك عملة، لأن أبسط حركة لك في الحياة لا تسير إلا بالعملة، يعني بدون عملة ما تقدر تتحرك حتى داخل مدينتك من حي إلى حي، ولا تقدر تأكل ولا تشرب ولا تدفع إيجار ولا تلبس ولا تدرس ولا تسافر ولا تحصل على ماء أو كهرباء أو دواء،

*أرأيت ماذا تصنع العملة؟*

إنها عصا سحرية تفتح الأبواب وتشق الطريق، ولهذا فالإنسان يعيش حياته وهو يطارد العملة، وهذه المطاردة هي سبب عمارة الأرض.

*تخيل*
نفسك وصلت إلى مطار واشنطن!!!  ولكنك فجأة : اكتشفت أنك بدون عملة، كيف السبيل إلى السكن والمواصلات والطعام والشراب وسائر وجوه النفقة ؟!!! 
ماذا ستفعل في هذه المتاهة وهذا البلد الغريب ؟؟؟

*طبعا*

هذه العملة لا يحصل عليها الإنسان إلا بجهود وتعب ونشاط وسهر وعنت كبير، ثم ينفقها بعد ذلك ليقيم بها حياته في عملية دورية.

*الخلاصة بدون عملة لا توجد حياة*

والان دعنا ننتقل معا إلى أرض المحشر يوم القيامة، وقد قام البشر كلهم لرب العالمين على صعيد واحد، وللأسف بحكم أنهم قاموا من القبور والتراب فأكيد لا توجد مع أي واحد منهم عملة:  لا دينار ولا درهم ولا دولار ولا ريال ولا يورو ولا ين ولا غيرها.

*وهناك حواجز* 
لا يمكن المرور عبرها إلا بعملة، فما هو الحل ؟
الحل:  إن ذلك المكان تمشي فيه عملة أخرى مختلفة ولكنها من جنس مختلف وهذه العملة تسمى *( الحسنات)* وهي بالتأكيد عملة شقي فيها الإنسان وتعب وجد واجتهد وضحى وثابر وجمع وسارع وبذل كل جهده لجمع أكبر عدد منها، ليحصد ثمار كده وتعبه.

*كم معك ؟* 
فعند تطاير الكتب يقال لك كم معك من تلك العملة؟ وعند الميزان يقال لك كم تحمل معك من النقود عفوا أعني الحسنات؟ وعند الحساب تسأل عن حجم وكمية وعدد ما معك من تلك العملة.وعند الصراط وفي المواقف كلها.

*لا تزال الفرصة متاحة*
الآن في الدنيا ما دمت تتنفس حتى تجمع أكبر عدد من عملة الحسنات .
والحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة.
ولا شك أن عملة الحسنات أيضا تختلف درجاتها فهي تشبه الفئات من العملة الورقية، فهناك حسنات كبيرة وصغيرة ومتوسطة وعلى كل المستويات، وأركان الإيمان بضع وسبعون شعبة، وكل شعبة تمثل مستوى أو قل فئة من تلك العملة، وكذلك حال السيئات فهي كبائر وصغائر.
فمن قرأ القرآن الكريم له بكل حرف دولار عفوا أقصد حسنة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وذكر الله وبر الوالدين والصدقة والصلاة والحج والعمرة وحسن الخلق ونفع الناس والدعوة إلى الخير وترك المحرمات ومجاهدة النفس وسائر أعمال البر كلها عملية لتجميع تلك العملة التي اسمها الحسنات.
ولهذا يقول الله تعالى:
*( مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَهُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ )* .

*شعر*
تزود للذي لا بد منه
فإن الموت ميقات العباد

ستندم إن رحلت بغير زاد
وتشقى إذ يناديك المنادي

أترضى أن تكون رفيق قوم
لهم زاد وأنت بغير زاد ؟؟!! 
.