آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-11:50ص

حائط مُبكى السلام الضائع

الثلاثاء - 26 ديسمبر 2023 - الساعة 04:14 م

حيدره محمد
بقلم: حيدره محمد
- ارشيف الكاتب


الحلم على أنقاض الهزيمة وتوابعها لن يجلب أكثر من هزيمة مضافة لتوابع الهزيمة.. والذهاب للمجهول نتاج تراكمي لمجموع الفشل المتتالي طيلة فترات المضي في المسار الخطأ.

ولن يكون الاعتراف بالذنب مجدياً ولا طائل منه أمام حائط مبكى(الاعترافات السياسية)..وأمام مجموعة من الأخطاء السياسية الكارثية والماثلة واقعاً حقيقياً في اللحظة الراهنة. 

والحديث عن مفردات وطنية على وزن الدولة والجمهورية والسيادة الوطنية أشبه بأحجية ضائعة في كوميديا إلهية تائهة كتلك التي صورها(دانتي)..والمقتبسة من حديث المعراج(للمعري)ولا غضاضة فدانتي الغرب كان في أمس الحاجة لمعري الشرق.

وكما وأن(المبعوث الأممي)لليمن في أمس الحاجة لرئيس(الوفد التفاوضي)لحكومة صنعاء لينجزا ماهم بصدده من أتفاق شامل للسلام.. والذي لايبدو بأن طريقه سيكون مفروشاً بالورود ومرصعاً بأكاليل الغار.

وعلى مايبدو بأن(فراغ القوة)الذي سيخلفه السلام كإحدى نتائجه لن يكون في صالح الأطراف المناوئة لحكومة صنعاء.. والتي باتت طرفاً رئيساً في عملية السلام وما سيتبعها من خطوات تمهيدية لبلورة الحل السياسي.

وفي السياسة عادة ما تكون النهايات مختلفة تماماً عن البدايات وهذا ما اثبتته ثمان سنوات من الحرب.. وهي الثمان سنوات ذاتها التي عززت من قوة(الانقلاب الحوثي)واضعفت(الشرعية الأم)وانتجت ثلاث شرعيات متصارعة.

وإلى جانب الواقع الكارثي الماثل افرزت سنوات الحرب الثمان نتاجاً كارثياً موازياً من الانقسام والكراهية والصراع المذهبي والطائفي الضارب اطنابه في عمق السلم الأهلي لليمنيين والمهدد لأمنهم واستقرارهم لعقود قادمة بالمزيد من الحروب والاقتتال.

وإذا ما أردنا العودة للمنظور الذي كان اليمنيون على اعتاب إنجازه بعيد عام من ثورة تغييرهم وبالتحديد عندما اتفقوا على مسودتهم الوطنية ومخرجاتها المتمثلة بوثيقة(الحوار الوطني)وذلك قبل عقد من اليوم.

وعندها سنجد بأن الحل كان متاحاً وبأيدينا ولم نكن في حاجة لكل الذين اصبحوا أنصاراً وحراساً على مصير ومستقبل يمننا الذي أضاعه مدعو الدفاع عن سيادته.