آخر تحديث :الإثنين-20 مايو 2024-02:06ص

التخريب المجتمعي (2)

الأحد - 24 ديسمبر 2023 - الساعة 10:11 م

مشتاق العلوي
بقلم: مشتاق العلوي
- ارشيف الكاتب


سبق وتكلمنا في المقال السابق عن عدة عوامل يتم استخدامها خلال عملية التخريب المجتمعي. 
ومن ضمن عوامل التخريب المجتمعي هنالك عامل خطير جداً ونظراً لأهميته القصوى؛ أحببت أن أُخصص هذا المقال في التطرق إليه.
والعامل المقصود هو :
*الغزو الفكري للمجتمع الإسلامي*

ولا أخفيكم سراً إن الموضوع لا يقتصر على الجهة المعادية فقط، بل يقف خلفة قوى إقليمية وعالمية من أصحاب الفكر المادي الواسع؛ وهي سياسة عميقة يتم التحكم بها من قبل أعضاء ( الماسونية) 
الذين يديرون ويتحكمون في العالم برمته.
والهدف الجوهري من الغزو الفكري هو:
تغيير الهوية الإسلامية في كل جوانبها.. العقيدة والنظم والتراث والتاريخ والفكر والحياة. 
وقد بدأ هذا الغزو على المجتمع الإسلامي عبر الحملات الاستشراقية والغزو الصليبي منذ الفتوحات الإسلامية القديمة.
إن الغزو الفكري حية تتشكل بأشكال براقة وجميلة وفي جوفها السم الزعاف ويتغلغل إلى طبقات الأمة المختلفة جهالها ومثقفيها على حد سواء وأطفالها ونسائها وشيوخها بمسميات وطرق مختلفة والأعجب أن هذا الغزو قد يأخذ بمجامع قلوب المصلحين والدعاة فيعيدون أبواقاً له من غير أن يعلموا أنه شرٌ وبيل، كما يعمد الغزو الفكري إلى استهداف العقل المسلم ويصفه بالقصور والتبعية العمياء والتهور وضعف الاستنتاج وما ذلك إلا لأن الدين الإسلامي دين العقل فيضرب هذا الدين في منهجه قصد التشويه وإنارة الرأي العام ضده كما أن إثارة المرأة ضد دينها كان عاملاً مساعداً لتغلغل الغزو الفكري في وسط المجتمع المسلم فدعوى التحرر والرجعية والمساواة ثالوث إثارة المرأة. 
ومن أهداف الغزو الفكري في المقام الأول هي السيطرة على مقدرات المجتمع المسلم فحينما فشل الغزو العسكري أرادوا أن يجدوا باباً جديداً يلجؤون من خلاله إلى جغرافية العالم الإسلامي فكان التحكم السياسي من خلال إثارة فئات المجتمع المسلم على دينها وأوطانها وبالتالي السيطرة الاقتصادية على ثروات المجتمع وموارده المختلفة وأولاً وآخراً القضاء على الدين الإسلامي مصدر القوة وباعث الهمة في قلوب المسلمين أجمعين.
كذلك التشكيك في المصادر الإسلامية، كالتشكيك في القرآن والسنة والتاريخ الإسلامي واتهام الصحابة رضوان الله عليهم وإثارة ما حصل بينهم من خلاف وتزوير الحقائق.
وتشويه عقائد الإسلام وشرائعه وأعلامه ورموزه.
كذلك محاربة اللغة العربية الفصحى!
وجد الغزاة في اللغة العربية سداً عظيماً يحول دون وصولهم إلى أهدافهم العدوانية، فقرروا أن يحطموا ذلك السد شيئاً فشيئاً فوجدوا في «العامية» السلاح الذي يمكن أن يحقق لهم ما يصبون إلى تحقيقه. فظهرت الدعوة إلى العامة أولاً في كتابات عدد من المستشرقين. وكانت بادئ الأمر بدء دعوات هادئة ومغلفة بالنصح والارشاد والحرص على العرب ومستقبلهم وتطورهم.
وكذلك إثارة النعرات القومية والرقية من خلال نشر الشائعات المغرضة، وتحريف الحقائق بسوء نية وتلفيق التهم، والتشهير والإساءة للسمعة، والسخرية المُهينة واللاذعة، والسب والقذف والشتم، والدعوة للخروج على الحاكم، وعلى الثوابت المجتمعية، وتشجيع التطرف والعنف والتمرد، والحشد للتظاهر والاعتصام، والإضراب غير القانوني.
كذلك بث الشُبهات حول كل ما لا يمت إلى الإسلام بصلة من خلال التشكيك المُمنهج والمُتعمد من خلال سفاسف أمور باطلة وكاذبة يحاولون تمريرها على المجتمعات التي لا زالت تعيش في براثن الجهل والتبلد.
وكل ذلك عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة.
وإلى هنا سأكتفي بهذا القدر ونلتقي وإياكم بالمقال الثالث بإذن الله تعالى
دمتم سالمين أحبتي الكرام