أعطني خبزا ومسرحا أعطيك شعبا مثقفا (المسرحي الاماني بريخت)
كنت قبل الأنترنت مهووس بالمسرحيات ولذلك تستحضر الذاكرة منها ما يفضفض كوابيس الحاضر ومن المسرحية الكوميدية (فارس وبني خيبان) بطولة سمير غانم التي أشعلت المسرح عام 1987م اقتبست ما يحاكي غرور المتنفذين الجدد الذين تفوقوا على سنحان عفاش متصعدين براية الجنوب يغتصبون بصميلها ويحتمون بحماها بدعوى النضال أو بفحوى القربى من القادة والسلطة! وهذا النص للكوميدي سيد حاتم يتباهى بأخيه الشهيد:
انا أخي شهيد طيار واعرف أكبر شخصيات في المجتمع! سعادتك تعرف كتكوت الأمير؟
انا اعرفه من يوم ما كان بيضة انا يا بيه لي وضعي بالدولة والحكومة والقطاع العام وصناوي!
وأما الحكاية التي تحاكي دوام خيبتنا وخيبات قياداتنا المتعاقبة من بعد الاستقلال إلى اليوم فمن امتع فصول (مسرحية فارس وبني خيبان) وهذا نصها الكوميدي لسيد حاتم كأنه(يشتكي حالنا) اليوم:
نحن يا بيه عائلة ظروفها مش ولا بد ما لناش حظ بأي مشروع نعمله، نحن يا بيه خذنا فلوس المكافأة والمعاش بتاع أخونا الشهيد واحنا اخوان سبعة، اشترينا بالفلوس عربية بيجو سبعة راكب شغلناها تاكسي اجرة بين مصر واسيوط، وهذا مشروع يجيب فلوس.
احنا السبعة ما بنعرفش نسوق!
جبنا سواق خفنا السواق يأكل الإيراد ركبنا مع السواق نحن السبعة رائح جاي رائح جاي ستة أشهر ونحن راكبين مع السواق رائح جاي ما نعرفش العربية ما بتكسبش ليه؟
الركاب مش عايزة تركب عربيتنا زي ما يركبون كل العربيات الأجرة اللي زي عربيتنا بيطلوا فينا ويهربوا!
لكن الحمد لله لي خال جاء من بلاد برع معه شهادة دكتوراه.
قلنا له على المشكلة؟
قال لنا يا بهائم يا اللي ما بتفهموش الناس حتركب كيف وأنتم عاملين العملة السوداء ذي؟
والحمد لله جاب لنا نعم الرأي
عمل لكم أيه؟
قال لنا غيروا السواق.
ختاما:
نحن لا نريد تغيير سواق باصنا الكوستر 27 راكب الذي جابوه لنا قادتنا من الامارات فقد دفعنا فيه من دم فلذات اكبادنا والحمد لله اشتغل عامين وركنوه قادتنا واكتفوا بطائرة تنقلهم بين عدن وأبو ظبي رائح جاي وفرحنا وقلنا مستعجلين يجيبوا لن الوطن مقرطس، واليوم بعد 8 سنوات الحصيلة بصيلة،
والفضيحة البطيحة موارد الحكومة وودائع العملة الصعبة بأيدي أمينة وصعبة (معين وعمته شفيقة) بنت وحش طاهش الحوبان يتحكمون بقوت وموت شعب الجنوب من معاشق ووحوشنا الكاسرة تأكل جرائها من الجوع!
وشعبنا يصارع الموت وجندنا وموظفينا بلا مرتبات والإيرادات والجبايات سرطها غول الفساد وقادتنا وأسرهم في نعيم مقيم (شيوخ في أبوظبي ومناضلين بعدن) واسرهم لم تر تراب الوطن من يوم تأسس مجلسنا الانتقالي لمرحلة انتقالية(محدودة) ومهمة (محددة) تنظيم وقيادة شعب الجنوب لاستعادة دولته وعلى ذلك تعاهدنا بالله العظيم ثم بعهد الرجال للرجال.
والخوف ان حصيلة رحلاتهم المكوكية بين عدن وأبو ظبي والرياض (مثل بيجو بني خيبان). والمخيف ونحن والعالم يترقب زفة الحفل المزمع عقدة للحل النهائي (أن يُجبروا قادتنا) ليوقعوا أسفل الملحق الذي يربط جنوبنا وراء العربية اليمنية التي يركبها الحوثي وتجرها بقرة الشرعية وبغل المؤتمر واتان الاشتراكي صوب باب اليمن.
فإلى قيادتنا المخلصة الحذر ثم الحذر توقعون آخر الملحق شهود زور أو محللين بور وحاشاكم أن تكونوا حاملين المبخرة خلف زفة العربية اليمنية، فلن يفرط شعب الجنوب باستعادة دولته ولن يسامح من ينكث العهود فحذاري من يوم موعود يكون فيه شعب الجنوب هو الشاهد المشهود.
بقلم صلاح الطفي
