آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-02:11ص

(11) كوكبًا أضاءوا سماء اليمن

الأربعاء - 20 ديسمبر 2023 - الساعة 12:00 ص

ماهر البرشاء
بقلم: ماهر البرشاء
- ارشيف الكاتب


تسعة أعوام من الحرب الدامية في اليمن التي التحفت بملاعقها شيء، الفرحة سُلبت ،والأحزان رُسمت على محيا أبناء الشعب اليمني، والقلوب قُهرت، والأمهات ثكلت، والزوجات تأرملت، والأطفال تيتمت،  ولقوا مستقبل تعيس وحياة مليئة بالمتاعب، التي لا تكاد أن تمنح  الواحد منهم ما يسد به رمق جوعه.

تسعة أعوام مريرة مرت على الشعب اليمني وهو يصارع لأجل البقاء فقط، في وطن تنزف جراحه كل يومٍ دون توقف بفعل (شقيق)، يرى إنه سينصر اليمن، وسيعيد لها مكانتها ،ومجدها ،وسيادتها التي أصبحت تداس بأقدام المرتهنين للخارج.

تسعة أعوام والمواطن اليمني يهان في مطارات العالم، وعلى أسوار الحدود الهولندية ،آمالاً أن يجد لجوءً يحفظ لها كرامة ويصون أسرته المشردة في الشوارع.

تسعة أعوام ونحن نبكي  واقعنا ،ونندب حالنا، ونستذكر في آن وأحد الدولة التي كانت بين أيادينا وأضاعها الساسة العابدون للدراهم والريالات وحاملي شنط السفر من إسطنبول إلى قطر.

تسعة أعوام خرجت فيها المرأة اليمنية العفيفة للشارع تستجدي ريالات هزيلة، مكابدًة بها الحياة وقسوتها بوجنات تسري عليها دموع العفة والكرامة كشلال متدفق لا يتوقف، لكن هذا المساء  تحولت الدموع من حزن إلى فرح بأقدام أقيال سبأ الذين نسجوا قصة كفاح وقالوا للشعب نحن هنا لإسعادكم.

استطاع أقيال اليمن السعيد من مختلف المحافظات شرقًا ،وغربًا شمالًا ،وجنوبًا أن يعيدوا لليمن سيادتها ،وسعادتها وشموخها ،وكبريائها، ومجدها التليد ،وتاريخها العريق، اليمن يا سادة التي لا تقبل التشتيت والتقسيم، اليمن التي عاث فيها العابثون ،تتزين سماؤهم هذه المساء احتفاءً بما عجز عن صنعه الكبار، فأتى به الصغار. 

هذا المساء يختلف عن بقية الأيام، هذا المساء نحتفل في عدن رجالًا ونساء أطفالاً، وشباب ،وتحتفل صنعاء معنا، فيما تبادلها تعز قبلات اعتزاز وفخر، أبين بالمثل وحضرموت تنادي :أمي اليمن أمي اليمن في داخل القلب حبك في الفؤاد أستبان من عهد بلقيس وأروى والعظيمة سبأ.

هذا هي اليمن يا سادة تمرض ولا تموت تتألم ولا تبكي ، تنجرح فيأتي أشبالها ويطببون جراحها الغائرة، ويقدمون لها الدواء على طبقًا من ذهب ككأس آسيا، الذي أتانا هذا المساء السعيد.