آخر تحديث :الأربعاء-01 مايو 2024-11:30م

لعبة السياسة بين الدول

الإثنين - 18 ديسمبر 2023 - الساعة 09:19 م

لطفي عبدالله الكلفوت
بقلم: لطفي عبدالله الكلفوت
- ارشيف الكاتب


لكل لعبة قواعد و قوانين و خطط اساسية و بديلة يرسمها كل طرف من اطراف اللعبة لحسم نتيجة اللعبة لصالحه و لكننا نتعلم الكثير من فن اللاعبين الكبار عندما يستغل كل منهم خطة خصمه بدهاء و يقلب نتائجها لمصلحته و كذلك هي لعبة السياسة بين الدول.

لم يكن اعلان الولايات المتحدة الامريكية بتكوين حلف عسكري في باب المندب يستهدف مليشيات الحوثي الانقلابية اثر اعلان منع الناقلات التابعة او المتجهة لفلسطين المحتلة الذي اتخذته لايقاف الكيان الصهيوني المحتل لفلسطين عن تنفيذ مخطط ابادة الشعب الفلسطيني و تهجيره من تبقى منهم الى مصر مطالبين بفك الحصار و ادخال المساعدات الانسانية الى غزة و انما استغلت الولايات المتحدة الامريكية موقف المليشيات الحوثية لاستهداف مصر كخطة تهجير بديلة لخطة التهجير الاساسية و هنا ابرز مثال يمكن ان نستفيد منه كيف يكون فن استغلال خطة الخصوم في لعبة السياسة بين الدول فقد عرضت الولايات المتحدة الامريكية في خطتها الاساسية عرضا ماليا مغريا لدولة مصر العربية للقبول بتنفيذ مخطط تهجير الشعب الفلسطيني من غزة الى سيناء مستغلة الضائقة الاقتصادية وسيلة ضغط عليها و اعتبرت مصر ان قبولها لهذا العرض بداية لاستكمال تحقيق حلم الكيان الصهيوني المحتل لفلسطين باحتلال سيناء وصولا الى ضفاف النيل.

كانت خطة اللعبة السياسية البديلة للولايات المتحدة الامريكية و الكيان الصهيوني المحتل لفلسطين هي ما لم تقبل به مصر طواعية مقابل المال سترغم عليه مجانا لتتقي احتمال ثورة جياع شعبية اذا تفاقمت ازمتها الاقتصادية في حال تم اغلاق باب المندب امام جميع الناقلات البحرية لسنوات مقبلة نتيجة حرب تحالف دولي تعيق به طريق التجارة الى قناة السويس الذي يشكل اهم مصدر دخل لمصر بينما كانت مليشيات الحوثيين تستهدف طريق التجارة ضد السلطة المحتلة لدولة فلسطين فقط و لم يسبب ضرر اقتصادي كبير ضد مصر.

يربط جميع المليشيات التابعة لايران هدف موحد تستطيع من خلاله كسب التفاف شعبي و عسكري حولها اين ما وجدت و هو تحرير دولة فلسطين المحتلة و عاصمتها القدس و بتحقيق هذا الهدف بطريقة تفاوضية سلمية ينتهي النفوذ الايراني و تقطع اذرعها العسكرية في جميع انحاء الشرق الاوسط دون الحاجة لاشعال حرب ضدها و باقل تكلفة على جميع دول العالم لذلك اصبح من الضروري اعلان دولة فلسطين و عاصمتها القدس لظهور لاعبين جدد في العالم يجيدون اللعب بخيوط الازمة حسب مصالح دولهم تماما مثل ما كانت تجيد تحريك خيوطها الولايات المتحدة الامريكية حسب مصالحها في السابق.