آخر تحديث :الأربعاء-30 أكتوبر 2024-08:01م

الهاشمية وغزة.. أمر محير!

الأحد - 17 ديسمبر 2023 - الساعة 01:38 م
عبدالوهاب طواف

بقلم: عبدالوهاب طواف
- ارشيف الكاتب


لا يوجد عاقل في المنطقة العربية إلا ويتساءل عن سبب صمت حزب الله وسوريا وإيران وميليشيات الشيعة في العراق عما يحدث في غزة، ولماذا ذهبوا فقط إلى التنديد والشجب وقصف العواميد وإطلاق التهديدات اللفظية، مع أنهم الأقرب إلى غزة والأكثر تسلحا وتموضعا وقوة وتأثيرا من ميليشيات الحوثي في اليمن. وهم من أسسوا وجودهم وسلاحهم، وبنوا عقائدهم السياسية والمذهبية والعسكرية على قضية تحرير الأقصى، إلا أننا اليوم نرى فقط الحوثي ومن أطراف الجزيرة العربية البعيدة هو من قفز لإعلان الحرب ضد إسرائيل، ولو من طرف واحد، مع أنه أضعف من تلك الأطراف التي تسمي نفسها محور الممانعة والمقاومة، وهو المنبوذ في الداخل اليمني والمكروه من الخارج!

فنوضح للجميع أن المشروع الخميني هو مشروع فارسي في الأصل، ركب على عواطف الشيعة وأبحر بأشرعة أطماع الهاشميين وهوسهم في حكم دول شبه الجزيرة العربية، ولم يكن له أمل في الحياة والقبول ساعة ميلاده في 1979 في إيران، أو القبول به في المنطقة العربية. فهو يستند على خرافات ماضوية وعقائد حالية مسموعة؛ لا تتواءم مع الحياة ولا تنسجم مع التطور والحداثة.

ولذا قرر الخميني وعصابته آنذاك لتمرير مشروعهم العنصري ولحيازة الإسناد والمؤازرة الداخلية، ولضمانة حصولهم على التعاطف الخارجي ـ قرر ـ قيادة مشروعه الفارسي لحكم إيران وللنفاذ إلى المنطقة العربية عبر قضية فلسطين. فكانت معاداة إسرائيل والتحرش بها من أهم التكتيكات الذكية وغير المؤذية لإسرائيل أو للغرب، لترسيخ وجود الثورة الإسلامية الإيرانية الشيعية الهاشمية في الداخل، ولتعزيز شعبيتها وسمعتها في الخارج. 

ما أن تمت لهم السيطرة السياسية على السلطة والمال في إيران حتى كرروا تلك الخطة في لبنان ثم العراق ثم اليمن.

 فعلا حققوا نتائج مذهلة صبت لصالح إسقاط الدول الوطنية في تلك الدول لصالح الجماعات الهاشمية المسلحة، فملشنوا حكم تلك الدول، وهوشموا مؤسساتها، وشيعوا عقائد الناس، متخذين من التشيع سيفا ومن الهاشمية خنجرا ضد الآخرين.

بعد نجاحهم في السيطرة على الحكم في تلك البلدان عادوا إلى مرابضهم، للتمتع بما نهبوه وسرقوه وحازوه دون وجه حق، وتركوا فلسطين وأهلها الكرام يتجرعون الظلم والقتل والتشريد وحيدين مع كثير من الشعارات الفارغة.

اليوم الدور على الحوثي، فهو في أمس الحاجة لاستغلال قضية فلسطين لتعزيز سيطرته على الداخل اليمني وحيازة شرعية لمليشياته ومشروعه المصادم لتاريخ وحاضر ومستقبل اليمنيين، ومن أجل دفع جذر انقلابهم وجرائمهم الطائفية في اليمن إلى متاهات معقدة، وللهروب من الرفض اليمني لهم، ولتبييض جرائهم العنصرية ضد اليمنيين عبر تبني قضية فلسطين، للحصول على تعاطف شعبي عربي وإسلامي، ولذا هو متصدر الزفة، والجميع يعلم أنه لن يمس شعرة من حمار في إسرائيل، فقط يتسبب بالأذى للداخل اليمني.

للأسف أصبحت الدماء الزكية للمدنيين في فلسطين سلعة يتربح بها الكثير، وتحولت القضية الفلسطينية إلى قضية لمن لا قضية له، ووظيفة لمن لا وظيفة له، وخازوقا لمن لا خازوق له، ومنبرا لمن لا منبر له؛ لحصد مصالح شخصية وحزبية ومذهبية، بعيدة عن الوجع الفلسطيني.

قاتلهم الله من أفاكين.