آخر تحديث :الإثنين-06 مايو 2024-07:06ص

د. صبري عفيف.. الغربة وطن

السبت - 16 ديسمبر 2023 - الساعة 11:49 م

فلاح المانعي
بقلم: فلاح المانعي
- ارشيف الكاتب


عندما تصبح الغربة بديلا عن الوطن الأم أعلم ان الوطن يعاني وملعوب فيه من زمان، من حكامه وساسته، أنه خليط من الشعارات والصراعات أدت الى تمزيق نسيجه الثقافي والاجتماعي  فضاعت هويته وفقد أبنائه الشعور بالأمان والاستقرار، وبالتالي فإن كثير من العقول العلمية والمفكرة والطامحة باتت اليوم أكثر من أي وقت مضى تبحث عن الوطن البديل الذي قد يمنحها فرصة النجاح والظهور ويشفع لها بالعيش الكريم والاستقرار في الحد الأدنى أقل الطموح، 
وهذا بالضروره يجعل من الوطن الأم الخاسر الوحيد بعد هجرة أبناءه القسرية،
ومع كل هذا الغبن والألم الذي يشعر به ابناء الوطن من صعوبة العيش بسلام على ترابه، الا ان لسان حالهم تقول وأويح نفسي لذكرت أوطانها حنت حتى ولو هي بمطرح الخير رغبانه، فليس هناك من بديل للوطن ولا هناك دفء يضاهي دفء الوطن، ولكن ماحيلة المغترب عندما يقذف به ذلك الوطن خارج الحدود،

الدكتور صبري أحمد عفيف العلوي مثالا طازجا عن الاغتراب القسري والقهري  ذاهبا والجنوب الحبيب في قلبه وبين جوانحه. كان السفر بالنسبة له قرار وليس إختيار، سفر عن عجالة حتى بلا وداع للاصدقاء والأحباء والزملاء مما أرتبط بهم في الكليات والجامعة سفر بلا وداع كما أشار لنا ذلك الدكتور عبده الدباني في إتصال هاتفي على التو ، قال: سافر د. صبري ظهرا وهو على مشارف ابين ولم يودعنا يبدو أنه زعلان من الكل وحتى من الوطن،

فالدكتور صبري له بصمات ونشاطات وأبحاث ودراسات وندوات عدة، وظل أسير الجنوب والأنتقالي قبل وبعد الثورة والى الامس القريب كان متحدثا عن عدالة القضية الجنوبية ومدافعا عن الحقوق والحريات، عبر المنابر ووسائل الأعلام المتنوعة،

صبري. وهل لك من الأسم نصيب فقد صبرت كثيرا، حاولت مرارا وأجتهدت ان تضع نفسك في المكان الذي ينبقي ان تكون فيه وتقطعت فيك السبل وانت تبحث في  الساحات والندوات وخلف الأنفاق وأروقة البنايات وما بين الممرات والثكنات والأبواب والحراسات والهيئات تبحث عن وطن موعود عن ثورة عن مهام عن تكليف عن وظيفة عن حرية عن عزة وكبريا وكرامة شعب الجنوب العظيم الصابر، دون جدوى كما تقعطت السبل في كوادر وهامات جنوبية من قبلك،  وكم من حواجز أقيمت لتعيق الطموح وتمنع الأحلام،

صبري عفيف قصة وطن حزينة من ألف قصة وقصة كتبها الواقع المرير وترجمتها المعاناة المستمرة لابناء الوطن 
لا تحزن ياصبري فلك في الغربة وطن ولو صغير ومحدود، فالوطن العربي الكبير غدا كله غربة ورحلة من الخوف والضياع وحيطان وسور لا أبواب فيه ولا نوافذ 
لا تحزن لعل في الغربة فسحة أمل وفرصة وتعويض عن الوطن المفقود في أكوام المحن وأطماع الزمن، كنت أتوقعك أخر من يفكر بترك الوطن طالما كنا نشاهد في عيناك الوطن ياصبري، أرايت حد قسإوة الوطن وقهر الزمن وظلم البشر، فقطعوا عنك راتبك الزهيد، بلاحجة ولا مستند، غير أنك فقط حاولت ان تحلم ان تعمل ان تتعلم ان تبقا في الوطن، وطن قد أصابه الوهن.