آخر تحديث :السبت-04 مايو 2024-07:23ص

أكرموا خالتكم البنة

الأربعاء - 06 ديسمبر 2023 - الساعة 05:57 م

صلاح الطفي
بقلم: صلاح الطفي
- ارشيف الكاتب


استهلال اجلال واكبار للمختار خير الأنام نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.

 وانا استحضر ما استقر بذاكرتي السماعية من حديث النخلة (أكرموا عمتكم النخلة....) وبعد تحري الشيوخ الثقات ومكتبة الشيخ جوجل تبين ان ذلك الحديث موضوع

لكنها الشجرة الطيبة التي عظمها الله في كتابه المجيد وضرب بها المثل لكلمة التوحيد عندما تستقر في قلب المؤمن وتثمر ما يرسخ الإيمان ويقويه ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ﴾.

وطابت مكانتها عند العرب وتعززت عند ساكني (طيبة) ورسخ مكانتها النبي وصحبه.

نعم هذه النخلة الباسقة الشامخة مقامها الرافعة رأسها الساجد سعفها المكنون نون ثمرتها المباركة وهي صنو العربي ونبض واحاته وكانت رابع رفاقه في رحلة الصحراء وفي معية الناقة والماء واللبن!

 إلى ان وصلت البنه اليافعية ترفل بكيفها قادمة من سنام سرو حمير ليتقرب منها مزاج العربي أيما تقرب فصار كيفها الشريك الخامس في المعية والأول في مناقب وداعي إكرام الضيف وحتى أصبحت انشودة الكرم العظيمة التي يلبي ناشدها كل عربي:

(تفضل تقهوى معنا) نعم هذه الجملة بين الأمر والطلب هي أكثر جملة يتداولها اللسان العربي من فجر كل يوم إلى سيمفونيات المقاهي التي هي اليوم في حالة انفجار كيفي أينما يممت خرمتك جذبتك بنت خالتنا البنه!

والعجيب اقتران كأس البن بالتمر النضيد (وكان هناك عقد رباني منذ الأزل بين عمتنا النخلة وخالتنا البنه)

فهذه المائدة الإماراتية عامرة بالتمر كرمز للكرم من زمن ساكني (الفريج) وله طقوس متوارثة عندهم فقد تلازم تقديمه للضيوف مع شربهم القهوة وهم يقولون:

 ((بهار القهوة التمر)) ويتم تقديم القهوة ثلاث مرات مرة اول قدوم الضيف والثانية بعد أكل التمر والثالثة بعد تناول الطعام!

فلا لوم عليا ان حثيت إخواني وأهلي اهل يافع الشموخ والناموس والتاريخ والحضارة ان وسمت شجرة البن اليافعية ( بخالتنا البنه) وهي نعم الخالة محل ومكانة وحب وعلاقة روحية فلشجرة البن مكانتها الحية والحيوية, حين تتفتح زهورها البيضاء و تستنشق عبيرها  وتستظل بظلها تسري القشعريرة بكل خلية من خلايا جسمك وأنت أقرب حضن من خالتك البنه التي تكتسي الحشمة والوقار فاتنة قانته في محرابها السرمدي لخالقها العظيم الذي خصها بهذا التكريم العظيم عند بني الإنسانية قاطبة على مختلف مشاربهم واجناسهم وسماتهم وجيناتهم ومستوياتهم الفكرية والمادية والاجتماعية.

فإجماع العالم على البن وكيف البن وكيف كيف البن لا مثيل له عند شجرة أخرى على وجه الأرض ضف إلى ذلك ان شجرة البن او قهوة البن تتناغم مع نغم الحياة من أسفل السلم إلى قمة التاج الملكي يرتقي كيف الكافي اليافعي من تواضعه ان يرتشف المزارع شذا قهوة البن الشاذلي عند الصباح الباكر يبجلها بطقوسها الخاصة أيما تبجل  مثلما اكرمها وبجلها الأجداد في أحضان وديان يافع التي خصها الله حب ودفئ ليكون فيها اول مزدرع لهذه الشجرة المباركة حيث تعقد وتتعنقد براعمها وتتقلد عقودها المرجانية لتحتبي على اريكتها اليافعية السامية الإنسانية العظيمة.

فلله در أجدادنا العظماء كيف صبروا على رعايتها وجسدوا عظمتها قبل بني الإنسانية جمعاء صنعوا لها طقوس الشاذلية فكان أبي يقرأ الفاتحة مباركاً كل صباح على نفحات قهوة البن اليافعي قبل ان يرتشف رحيق خالته البنه.

وانا هنا في هذه الخاطرة لا ضير ان رسخت اسم وصف البنه او شجرة البن اليافعية الوقورة وقلت لأهلي في يافع ((أكرموا خالتكم البنه)) حتى تستعيد يافع مكانتها وتقوم قيامتها لتكريم واحياء خالتها البنه التي وضعت اسم (يافع) في مصاف صفوة الكيف الإنسانية العالمية.

فنعم (البنه اليافعية خالتنا قربا وشيمه) وهي تواكب نجاحات أبناء يافع أينما حلوا وارتحلوا!

 (وهذا سر من اسرار وفاء اليافعي ليافع وترابها وجبالها وجيناتها)

 فتبر البن اليافعي رفيق نجاح أبناء يافع يحملونه معهم اينما حلوا وارتحلوا تفوح رائحته الزكية من جنبات حقائب أسفارهم مثلما تفوح من حبيبات عرق آبائهم وأمهاتهم وهم هناك منهمكين يرددون غناء المجاني تحت ظلال خالتهم البنه وسط جربهم الزراعية بملاوي سيل يافع, ومثلما ذوت هناك في البعد السابع زمن الآباء الكبار الذين حملوا كيفها لترفع رؤوسهم وهم منهمكين في مصانع الحديد والصلب شمال إنجلترا إلى مصانع فورد في ديترويت أمريكا.

وإلى ما وراء البحار و أعالي المحيطات حيث رافقت الأخوين البحارة محمد وعلوي عبد الحافظ الفقيه الطفي اللذان طافا معظم بلدان العالم ولهم قصتهم الحقيقة في معيتهم مع البن وهي وصية ابيهم التي وثقتها وان شاء الله انشرها قريب!

وكذلك هي البنه اليافعية بكيفها رفيقة نجاح إمبراطوريات المال والأعمال اليافعية العامرة في الصين ومدنها وتركيا وزخمها وبريطانيا وكندا وامريكا وعظمتها حيث تفوح القهوة اليافعية دليل للحاسة الثالثة لشقف المحب المتيم:(والأنف تعشق قبل العين أحيانا)

خاصة حال الهيام بنت خالتنا البنه اليافعي التي ينعقد ودها كل ساعة وحين جديد تجدده بمحب متيم يهيم بشذاها قبل ان يراها مرددا:(هيا بنا نحو ساقي البن يسقينا)

فهذا عهد البن اليافعي مع اليافعي حيث يظل مرتفع مع ارتفاع نجم النجاح اليافعي من إندونيسيا والصين والهند شرقا وأوروبا والأمريكيتن غربا إلى حيثما حل وارتحل.

حت تذكًره وتحثه بالعودة إلى عناق أمه الرؤوم وخالته البه الحنون وان كان وراء بحر الظلمات أو في جزر واق الواق!

 وهذا سر بناء القصور اليافعية العظيمة فكأس قهوة بن يافعي من بن (دار جربتنا) رأس بيتنا ويافع تتعاظم أمام عيني خير من الدنيا وما فيها

(ذي ما (ينتع) الدلة الآن ويوردها بوقية بن يافعي ويثمل بها مع مقالي هذا يفحص حاسة الشم ومركز الكيف عند أقرب مركز تخصصي)

 ويشهد الله انني اضع (خالتي البنه وكل مستلزماتها) في مقدمة حقائب شد الرحال الذي ادمناه وكثير من رجال يافع مثل ابن زريق البغدادي

 (ما آب من سفر إلا وأزعجه    رأي إلى سفرٍ بالعزم يزمعَه) إلا ان خالتنا البنه لا تعذلنا بل تتشوق لنا حب ووفاء