آخر تحديث :الخميس-09 مايو 2024-07:55م

الثاني من ديسمبر (بطولة صالح )

الإثنين - 04 ديسمبر 2023 - الساعة 07:28 م

عبدالخالق الراسني
بقلم: عبدالخالق الراسني
- ارشيف الكاتب


في الثاني من ديسمبر عام ٢٠١٧م كانت النساء والرجال في عدن على قلب رجل واحد فيما يخص الدعاء والأمنيات لعلي عبدالله صالح بالانتصار على الحوثيين.

اكتب هذا وانا الذي كنت منهم ومعهم آنذاك اشارك الشعب اليمني ولاول مره الإجماع التاريخي حول بطولة صالح الاخيرة والمهمة في الصراع الازلي مع الكهنوت والتخلف والرجعية والعصابات الدموية التي لوثت صنعاء والمدن اليمنية.

كانت عدن والمحافظات الجنوبية تكره صالح منذ العام ٢٠١٥ وحتى يوم الثاني من ديسمبر حين قالت الجماهير عفى الله عما سلف وتناقلت الهواتف والالسن صور الزعيم وخطاباته ودعوته لقتال الحوثيين وقالوا جميعا وانا منهم ها قد أتت اللحظة الفارقة صالح سيعطيهم الدرس الاخير وسيلفظهم خارج صنعاء.

ترقبت الناس الثوره وتواردت أنباء عن سقوط محافظات بيد المؤتمر وأنصار صالح لكن ربما كانت بطولة صالح الاخيره ودماؤه طهارة للزعيم ولانصاره من كل اتهام وشبهة بالتواطؤ ووقودا للحرب الشاملة على اقذر عصابة سلبت منا الجمهورية والحرية والأمان والاستقرار والتنمية والحكم والعلم والتناغم مع محيطنا وغدونا دولة فاشلة وشعبا فاقدا للقرار والسيادة وصرنا بوجودهم القبيح دويلات ومزق وأشلاء وتناثرت مسبحة الأحقاد والعنصرية والمناطقية وسالت دماؤنا في كل ربوع اليمن.

كانت عدن في ديسمبر ٢٠١٧ مع الزعيم بدون نقاش وكنت اراقب لهفة الناس لانتصار الزعيم ورفاقه بغض النظر عن تحالفه في الحرب على عدن ومدن الجنوب والدماء التي لم تجف بعد والخراب الذي لازال ماثلا في كل شارع من جراء الغزو الحوثي عام ٢٠١٥ ومع ان كل بيت قدم شهيدا أو أكثر وجريحا أو أكثر واسيرا اواكثر الا اني اتذكر كيف اجتمعت الألسن على توقعات بقرب نهاية الكابوس المروع المتمثل في زمرة السلالة البغيضة وكان لسان حال الناس واحدا اللهم اجعل النصر حليفه وبدد شمل الكهنوت.

ومهما كانت النتائج والحسابات العسكرية فقد بكى الناس لأول مرة ومنهم انا لمنظر الرئيس صالح مضرجا بدمائه وانتفت منا كارهين ومحبين البغضاء تجاه ما اعتبرناه تحالفا مع الشر والضلال وبتنا مهزومين ليلة الرابع من ديسمبر او الخامس منه حين رأينا الاجرام الحوثي يصل الى رمز اليمن الذي عايشناه وعارضناه واحببناه طيلة ٣ عقود وندمنا على ان الفرصة الأخيرة لم تتح للشعب اليمني الوقوف مع الزعيم بشكل فعلي في أقدس معركة ضد احقر عصابة لازالت تظن ان مقتل صالح اوغير صالح يرسخ قدميها في الحكم.

بطولة صالح الأخيرة كشفت معدن الرجل الذي كان على صواب كثيرا وعلى خطأ في بعض الاحيان وكيف اوفى بوعده بانه لن يرحل من ارضه وسيدفن فيها وكان رفيقه البطل عارف الزوكا ابن شبوة والذي مات جواره دلالة على أن اليمن الكبير سينهض من جديد بالثأر المحمود والواجب من قتلة ابن شبوه وابن سنحان ومن سلبوا الشعب الأبي المارد حريته في لحظة غفلة من التاريخ.

منذ الثاني من ديسمبر بات طارق صالح وأحمد علي وال عفاش من الشعب جنودا لا قادة وعليهم واجب ومهمة مشتركة عنوانها نحن منكم ورفاقكم ولافضل لنا ولامزية الابالقتال والاستبسال ضد عصابة ايران التي عاثت فساد في الارض لقد فرضت ديسمبر على ال عفاش خسارة في الاهل والمال والولد مثلهم مثل سائر الشعب وبالشعب وقواه الحية سيعودون الى عاصمتهم وبيوتهم وحريتهم بعد أن عمدت ديسمبر آل عفاش بالدم والدموع والشهداء والأسرى والنازحين وصاروا جزءا اصيلا من الأحرار وفي مقدمة الركب وصدارة المقاومين ولن تمحو سطوة الكابوس الحوثي تذكارات مكامن السوء والاختلافات بقدر ماتمحوها وحدة الصف ولن ينعم جنوب اوشمال اوشرق اوغرب بالاستقرار مالم تزل النبتة الخبيثة والسرطان القاتل من جسد اليمن السعيد.

الحرية للاسرى  الخلود للشهداء الشفاء للجرحى والبقاء للشعب ولانامت اعين الجبناء