آخر تحديث :الأحد-05 مايو 2024-12:10ص

العيسي يبسط يديه لرياضة عدن ، فهل تستجيب ؟

الجمعة - 01 ديسمبر 2023 - الساعة 12:00 ص

بكري العولقي
بقلم: بكري العولقي
- ارشيف الكاتب


   شكّلت الأزمة الرياضية الخانقة بين رئيس الاتحاد اليمني لكرة القدم أحمد صالح العيسي وأندية مدينة عدن فجوة كبيرة في لملمة أشلاء رياضة كرة القدم اليمنية الممزقة ، تعنّت الطرفين وغطرستهما وعدم تنازل طرف للآخر ساهم في تفاقم هذه الأزمة التي عانى ويلاتها اللاعبون والجماهير ومحبو كرة القدم ، ولم يفضِ الجميع إلى نتائج إيجابية على الإطلاق.

   فيما لم تكن الخلافات والصرعات بين الطرفين رياضية بتاتاً ، بل كان للتداعيات السياسية النصيب الأكبر في تضخيم الأزمة السياسية المغطاة بغطاء رياضي ، فجميعنا يعلم ويعي تماماً ما آلت إليه البلاد من معترك سياسي خطير في السنوات الأخيرة ألقى بطلاله على الحياة المعيشية والخدمية والاجتماعية والرياضية أيضاً ، حيث لم تكن هذه اللعبة الجميلة بمعزلٍ عن صراعات الساسة والسياسيين.

   لذلك لا يمكن بأن تغرد أندية عدن ورياضتها الجميلة خارج سرب الاتحاد العام ولا يمكن أن يغرد الاتحاد العام خارج سرب الأندية العدنية ، إذن لابد من التقارب وعدم التنافر والتعصب ولابد من تقريب وجهات النظر حتى تكتمل الحلقة الأجمل ، نعم الاتحاد يقيم بطولاته والأندية العدنية كذلك تقيم بطولاتها وأنشطتها المتعددة لكن دون وجود لذلك الزخم والمتعة والإثارة والحماس.

   ها هو اليوم أحمد صالح العيسي يبسط يديه ويتنازل بكل حب ووئام للأندية العدنية ويضع الكرة في ملعبهم داعياً إياهم إلى الجلوس على طاولة واحدة وسقف واحد من أجل إنقاذ الفرصة الأخيرة من رياضة كرة القدم اليمنية بالعموم والعدنية بالخصوص ، ها هو العيسي اليوم يفرش السجاد الأحمر لكي تمر أندية عدن العريقة بكل عزة وشموخ إلى نافذة التسويات ووضع الحلول الوسطية بما يكفل للجميع حقه ومستحقه.

    إطالة أمد الأزمة هذه لن يكون في صالح رياضة كرة القدم العدنية والتعنّت والجبروت والغطرسة لا داعي لها في حين هناك من يمد جناحيه للسلم ، على أندية عدن أن تعي بأن هذه هي الفرصة الأخيرة ولا نتمنى أن تذهب سدى ، يجب عليهم تلبية الدعوة وقبول التسويات من أجل شباب عدن وجماهيرها العاشقة والذين يحبون أن يشاهدوا أنديتهم في مصاف أندية الجمهورية وفي البطولات والأنشطة الرسمية.

    نعم نحمّل العيسي مسؤولية التدهور الحاصل في رياضة كرة القدم على مستوى الأندية والمنتخبات الوطنية وأيضاً تأجيجه للصراعات والإشكالات ضد أندية عدن ولكن لا يمكن كذلك أن نبرئ الأندية العدنية من التهمة في إيصال الوضع إلى ماهو عليه الآن فالجميع يتحمل النتائج الكارثية ، ومن خلال هذه الدعوة التي أعتبرها كريمة بغض النظر عن مطامعها نريدها أن تكون بوابة العبور على الأخطاء الجسيمة من الطرفين وتجاوز آثار المرحلة السلبية وفتح نافذة أمل جديدة.

    ونحث الأندية العدنية على أن تمتلك قرارها بيدها وتكون صاحبة سيادة إدارية وصاحبة كلمة الفصل في تقرير مصيرها مع الاتحاد العام الذي نتمنى ان يكون إيجابياً بعيداً عن الإملاءات الخارجية والتأثر بالوصاية تحت بند المحيط والجغرافيا ، كذلك نأمل من رئيس الاتحاد بعدم التشّبث بالقرارات الخاطئة وعدم الكيل بمكيالين ويجب أن يعي تماماً بأن لا رياضة بدون أندية عدن إطلاقاً..