آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-06:47ص

عيد الجلاء الخالد الثلاثين من نوفمبر ملحمة وطنية جنوبية تاريخية

الجمعة - 01 ديسمبر 2023 - الساعة 05:07 م

ابراهيم العطري
بقلم: ابراهيم العطري
- ارشيف الكاتب


بعد قرن ونصف  من الاحتلال البريطاني تمكن أبناء الجنوب اليمني من إعلان الاستقلال الوطني في صبيحة يوم  الثلاثين من نوفمبر 1967م ليعلنوا  عيد الجلاء  لخالد بخروج آخر جندي بريطاني من جنوب الوطن ، بعد سنوات من المقامة الشعبية الجنوبية التي انطلقت من قمم جبال ردفان في فجر ال14 الرابع عشر من أكتوبر 1963م تلك الملحمة الوطنية القومية العربية التاريخية كانت اللبنة الاولى  لتأسيس أول دولة جنوبية مستقلة على كامل التراب الوطني في شبه الجزيرة العربية تحت الحكم الجمهوري الشعبي بعد أن استطاعت القضاء على  سلطنات وامارات ومشيخات المحتل البريطاني، فكان الثلاثين من نوفمبر المجيد عيد الجلاء  الخالد والثمرة لإعلان تأسيس أول دولة جنوبية في شبه الجزيرة العربية والتي أطلق عليها (جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ) في الفترة من  ال30 من ديسمبر 1967م حتى العام 1970م والذي اطلق عليها جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وقد تولى رئاستها الرئيس الراحل الشهيد  قحطان الشعبي بعد تحريرها من دنس الاحتلال حيث حكمها من 67م حتى 69م ، أما عن التغييرات التي جرت عقب الموامرة على الرئيس الراحل المناضل قحطان الشعبي وفرض الإقامة الجبرية عليه حتى وافاه الأجل اثر حقنة مسمومة ضلت تجري مجري الدم مواصلة أمراضها الوراثية في الأجيال حتى يومنا هذا .

لقد رحل الرئيس الجنوبي الأول والقائد الفدائي العظيم بعد أن سطر اروع الملاحم البطولية في الدفاع عن الثوابت الوطنية والقومية العربية القائد الفدائي الذي اشعل الثورات العربية حتى إعلان  فجر الاستقلال الوطني وتحقيق مشروع الدولة المستقلة.

لقد رحل الرئيس قحطان  وكلنا راحلون لكن ما يحز في النفس أن يرحل ذلك البطل الثوري العظيم مسموما في الوقت الذي سخر نفسه للدفاع عن الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية .

نعم رحل الرئيس المناضل  قحطان الشعبي  بينما لم ترحل  الحقنة القاتلة التي ظل الوطن الجنوبي على إثرها  مشولولا ومازال حتى يومنا هذا يعاني منها بعد أن اقعدته  على الفراش ولم يستطع النهوض منذ تلك الخطة المبيتة لقتل القائد الفدائي المخلص قحطان الشعبي.

فلقد مثل اغتيال الرئيس قحطان الشعبي خسارة على الأمة العربية والإسلامية لما يمثله القائد من عنصر قوميا عربيا اصيلا وفيا للوطن والمواطن صادقا مع الله ثم الشعب ولما يحمله من روح وطنية عالية وفكرة نيرة لإصلاح الأمة .

أننا ونحن نحتفل اليوم  بالذكرى السادسة والخمسون من عيد الاستقلال الوطني الثلاثين من نوفمبر إذ نستحضر الذاكرة لتلك المواقف البطولية الرائعة التي سطرها الأجداد في الدفاع عن الثوابت الوطنية ونستشعر أهمية الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، تلك المواقف تدفعنا اليوم نحو مواصلة الجهود السوية للخلاص من الأفكار السلبية والعمل على الاستفادة من الاخطاء الماضية لتصحيح المسارات  النضالية نحو الانتصار للقضية وتحقيق الأهداف الوطنية.

وما الغوص في ماضي الوطن الجنوبي اليوم  الا من أجل معرفة  الواقع لضرورة الاحتراس من مغبة الافتراس الفكري والسياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي 
وكل ما يعكر صفوه التفاسير الصحيحة للواقع المعاصر.

كما أنه كان لزاما على كل وطني اليوم الحرص على نشر الوعي والتثقيف الوقائي والتحذير من مغبة الاستمرار في الجهل والتخلف لما لذلك من أثر سلبي على المرحلة المقبلة.

وما رسالتنا اليوم للمرجفون الا بالقول: إن التاريخ هو  اعظم مجلة وطنية لتفسير الواقع النضالي الملموس لكل المناضلين الشرفاء وبغير  الماضي فلا حاضر للمتقمصون بالنضالات والتضحيات الوهمية.

ومسك ختام مقالنا  رسالة لا أبناء شهداء الثورة التحريرية ورواد النهضة الوطنية منذ فجر الاستقلال الوطني عليكم أن تسلكوا درب الاباء والأجداد لمواجهة عناصر الظلم والاضطهاد والانتصار للدين ثم للبلاد والعمل على وحدة الصف ولاتحاد والصبر على السنوات الشداد حتى الوصول إلى الهدف المراد ولتكونوا على أهبة الاستعداد فأما النصر أو الاستشهاد.