جملة قالها طفلٌ سوري وهو في طريقه لأحد المشافي السورية بعد أن نجا من غارة جوية قصفت منزله فجعلته ( كالرميم)،فلم يجد كلمات يُعبر بها عن وجعه الذي يختزل أيامه ويقتل طفولته إلا هذه الجملة التي سيرددها التاريخ مابقيت هذه البسيطة..
سأخبر الله بكل شيء: ما أحوجنا لقولها اليوم في واقعنا المرير بأبين للذين يتلاعبونا بحياتنا ويعبثون بها، ويمتصون خيراتها وثرواتها..
سأخبر الله بكل شيء: عله قالها جائعٌ تلاعب القائمون على المنظمات الإغاثية بحصته (وشطبوا) أسمه واضافوا من لهم صلة وعلاقة بهم أو ممن وضعهم أفضل حالاً من هذا البائس ولكن من باب المجاملة والنفاق وعدم مخافة الله..
سأخبر الله بكل شيء: ربما قالها سائق شاحنة أعترضته آلاف (النقاط) على طول طريق المحافظة فأستنزفوا جيبه وأنهكوا كاهله بمئات الآلاف دون وجه حق، وإنما سرقة ولصوصية وفيد وسحت وإبتزاز، فما كان منه إلا أن قال حسبي الله ونعم الوكيل..
سأخبر الله بكل شيء: ربما قالها مريضٌ (مرّ) في طريق أبين المدمرة تماماً والمتهالكة تماماً بتعرجاتها وحفرها ومطباتها وتشقاقتها فأوجعته وزادت من مرضه وسقمه ووجعه، فيخبر الله أن (هوامير) أبين يمرون ليل نهار على هذه الطريق ولم يحركوا ساكناً حيالها..
سأخبر الله بكل شيء: عله قالها جندي بسيط أستقطع قادته معظم (راتبه) دون أي مسوغ قانوني وحرموا أسرته وذويه منه، وعمّروا به المباني السامقة، وأشتروا به السيارات الفارهة، وأكلوا به الأطباق الشهية..
سأخبر الله بكل شيء: ربما قالها طالبٌ لم يستطع إجادة أبجديات اللغة والحرف والكلمة أو تركيب جملة واحدة مفيدة في ظل واقع التعليم (الهش) ومعلمو (يقرأ ويكتب)، وممن أنشغلوا بأعمال أخرى وتركوا رسالة التعليم السامية..
سأخبر الله بكل شيء: ربما قالها (خريج) أتت عليه (الوساطة) فحرمته من حقه في التوظيف ونال الوظيفة من هو (أمي) جاهل لا يحمل أي مؤهل أو شهادة ولكن كان يحمل فيتامين (واو) فحصل على هذه الوظيفة أو تلك..
سأخبر الله بكل شيء: ربما يقول (أبناء) أبين قاطبة على من ولاهم الله أمرنا فحولوا المحافظة لساحة إحتراب ونصفية حسابات وفيد ونصب وملكية خاصة أستغلوا فيها مناصبهم ومواقعم وأماكنهم وأهلكوا الحرث والنسل ودمروا أبين الأرض والإنسان..
