تحملنا عناء إنطفاء التيار الكهربائي وبرنامجه المجحف "ساعتين بساعتين" في الصيف الماضي، وكما هو الحال دائما اتكلنا على بعضنا البعض منتظرين أن يثور ثائر أو أن يشفق قلب من ولي أمرنا علينا ولكن بدون جدوى متناسين أن الحقوق تنتزع لا توهب.
صبرنا وتحملنا مرارة الحر حتى نضجت جلودنا واحمرت ، ناهيك عن قلة العمل للذين يعملون بهذه الكهرباء اللعينة.
بعدها رأينا ملامح الشتاء تبدأ بالاقتراب شيئاً فشيئاً فتعالت الابتسامات على ثغورنا آملين تحسن هذه الخدمة ، لكن اتت الضربة القاسية الغير متوقعة.
فجأة تدمرت الآمال وضحك علينا الصيف لتأملنا بحل الشتاء المؤقت وهمس في آذاننا قائلا: "ستتذوقون مرارة الإنطفاء بعيدا عن الحر، وســتتمنوني ليتعذر ولاة أموركم بي لتُصدقوهم ولتعذروا هذه المؤسسة".
بالمختصر حالنا يزداد سوءا بسبب السلبية والثرثرة التي لا فائدة منها ، فمشكلة الكهرباء ليست ثقب أسود وليست بالمشكلة التي لا يمكن حلها في السنوات المهدرة الماضية، بل نحن المشكلة والثقوب فينا وخنوعنا المعبر عن رضانا لكل أمر نعاني منه هو من جعلنا أذلة لا نستطيع المطالبة بحقنا.