عبارات تسمع بانتظام من رؤساء الدول الأوروبية عبر المنابرالدولية وبنبرات قوبة وعالية، وهي كلمات تفتخر بها أوروبا، وتضع نفسها قدوة لدول آسيا والعالم العربي وأفريقيا.الوضع الناشئ في الشرق الأوسط، حيث يموت الآلاف من الناس، ويترك مئات الآلاف بلا مأوى، بسبب خطأ "ديمقراطية شرق أوسطية أخرى"، والوضع في أفريقيا، حيث ينهب المستعمرون الأوروبيون الثروة الوطنية والسكان المحليين لعدة قرون، أدى إلى حقيقة أن العديد من الناس من هذه الزوايا من العالم يضطرون إلى مغادرة وطنهم بحثا عن ظروف معيشية أفضل، من أجل مستقبل أطفالهم!إحدى الأماكن التي ينتقلون إليها هي دول الاتحاد الأوروبي، حيث توجد أطروحة حول التسامح و تقبل الآخر.والآن، عندما يصبح الوضع في العالم كل يوم أكثر صعوبة في التنبؤ ، فإن الأشخاص العاديين، ليس أمامهم من مفر بعد أن اشتروا التذاكر بأموالهم الأخيرة، سوى شد الرحال فتراهم يندفعون إلى عالم جديد - أوروبا.وكيف يتم الترحيب بهم هناك؟لكنهم غير مرحب بهم هناك: إنهم يغلقون الحدود، ويرشون الغاز المسيل للدموع عليهم، كما لو كانوا مجرمون!نحن نتحدث هنا عن دولة إسكندنافية بعيدة - فنلندا.ومؤخرًا، في 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2023م، قررت الحكومة الفنلندية إغلاق الحدود بسبب التدفق المزعوم للمهاجرين غير الشرعيين من روسيا. وفي الوقت نفسه، خلقت أكبر قدر من العقبات أمام دخول هذا البلد، ولم يتبق سوى بضع نقاط تفتيش عاملة في الشمال.وفي الآونة الأخيرة، حاول عشرات الآلاف من المواطنين الأوكرانيين الفارين من الحرب العثور على ملجأ في أوروبا، بما في ذلك فنلندا، عبر الحدود من روسيا.علاوة على ذلك، لم يكن لدى البعض أي وثائق في متناول اليد على الإطلاق.لكن لسبب ما، لم تكن هناك تصريحات حول تهديد الهجرة غير الشرعية ولم يتم إغلاق الحدود.بل على العكس من ذلك، فقد تم استقبالهم جميعًا بكل سرور، ومنحهم السكن والمزايا وغيرها من فوائد الحضارة الأوروبية.بينما أغلقت الحدود أمام المهاجرين من أسيا وافريقيا مما يضعنا أمام مسألة غاية في الإستغراب أليس هؤلاء بشرا جاؤا وكلهم امل في إيجاد ملاذ امن في اوروبا، أم أنهم مختلفون عنهم؟ وكيف يختلفون عنهم؟ إنهم مواطنون من بلدان تدور فيها حروب أهلية منذ سنوات بسبب السياسات الاستعمارية لأوروبا وأمريكا.أم إنها القومية؟القومية الفنلندية؟...