أعجب إيلون ماسك بتدوينة تقول إن اليهود يمارسون كراهية ضد البيض، وضد الغرب. في تعليقه على التدوينة قال ماسك مخاطبا كاتبها: لقد قلت الحقيقة.
كلماته القليلة فتحت النار عليه من كل مكان. روزينبيرغ، الكاتب في ذا أتلانتيك، حرض على ماسك بوصفه معاديا للسامية، منبهاً إلى أن كلماته تأتي في وقت تجتاح فيه معاداة السامية الكوكب.
ماسك الذي يتابع صفحته أكثر من ١٦٠ مليونا، ويعمل في شركاته ما يزيد عن ١٥٠ ألفاً، قبَل المواجهة وراح يكتب في المنوال نفسه حول اليهودية التي تبغض الغرب، وتمارس معه ما لا تقبله تجاه نفسها. شن ماسك هجوماً مباشراً على ال ADL، أو منظمة مكافحة التشهير، وهي مؤسسة يهودية طويلة الأذرع، تستخدم "معاداة السامية/التشهير" في قمع حرية التعبير، والتحكم بالخطاب العام. قال إن سلوكياتها أصابته بالقرف، ولا بد من وضع حد لها!
يعتقد ماسك أن المنظمة تخلق بلبلة حول منصة X التي يمتلكها، أي تعاديه شخصياً، وأنها مسؤولة عن انهيار قيمتها السوقية. رفع ضدها قضية في سبتمبر الماضي ولكن أحدا لم يأخذ الملف على محمل الجد.
أكثر من مرة كتب ماسك مطالباً بإنهاء النفوذ الذي تتمتع به هذه المنظمة "اليهودية" والكيانات التي على شاكلتها.
على الجانب الآخر فاللوبي اليهودي في أميركا لا يتمتع وحسب بأذرع طويلة، بل بجهوزية حاسمة للبطش والتنكيل. ولكنها، رغم قدرتها، لا تبدو قادرا على مواكبة التحولات التي تجري في العالم، مكتفية بالهيمنة على كهول السياسة والإعلام.
تقول البيانات الأحدث أن أقل من ٥٠% من الأميركيين بين 18-24 عاماً يؤيدون إسرائيل، وهو الجيل الذي يرى العالم من خلال السوشال ميديا، وعبر صفحة إيلون ماسك. وإذا أضفنا إلى تلك التقديرات معلومات تقول إن المحتوى الفلسطيني على الشبكات العالمية بلغ خمسة أضعاف المحتوى الإسرائيلي، فسيكون ماسك افتتاحية لزمن جديد تخسر فيه ال ADL و AIPAC ومثيلاتها احتكار الحقيقة/ الرواية.
لم تكن فلسطين مجلجلة مثل الآن، ولم تكن إسرائيل وحيدة كهذه المرّة، ولم يكن العالم واسعاً ومتنوعاً كما هو في هذه الساعات.
م.غ.