آخر تحديث :الجمعة-03 مايو 2024-01:37ص

الجنوب وسراب الدولة

الأربعاء - 15 نوفمبر 2023 - الساعة 10:59 ص

علي ثابت التأمي
بقلم: علي ثابت التأمي
- ارشيف الكاتب


لم أتوقع يومًا أن يصل بنا الحال إلى ما وصلنا إليه .. حتى أصبح الجنوب ذلك الحلم العظيم والوطن الشامخ سرابًا كلما أرتأينا أننا على مقربة منه تباين لنا سرابا من الوهم .. إن صنّاع الثورة ثوار المرحلة قد استفحلوا في الأرض وتحولوا إلى قطيعًا من الثيران لا يسد رمقها إلى وديان من البرسيم تقتات منه وما إن ينفد حتى تجول أعينها العريضة إلى آخر .
أما الرجال يابن الزُبيدي الذين عاهدتهم ذلك العهد فقد ماتوا من الجوع وأنت ذاهبًا عائدًا من سفرًا إلى آخر .. ورقص فوق قبورهم تلك الصبية الّتي سلّمتها  المناصب وحبيتها تلك الرتب.
لقد بايعناك تحت سقف الانتقالي وكنت ممثلنا حين أرتأينا فيك نزاهة القائد وروح الوطني المخلص أما الواقع الآن فقد جعلك أمام مرمى أقلامنا ولست في منأى منها فما تسلطن أولائك الأقوام وميعوا القضية بل جعلوا من الجنوب العظيم سرابا من الوهم إلا بفضل سلطانك.

لقد حاولنا مراراً وتكرارًا كمت كل ذلك البأس في أعماقنا حتى لا ندع فرصة للأوجه المعادية أن تنخر في أوساط قضيتنا وتسيء لقيادتنا لتنفيذ مشاريعها .. لكن قيادتك وأفراد حزبك لم يدعوا فينا شيء حتى يخفى فحتى الجراح الّتي خبأناها بفعلكم قد نكأوها وأظهروها على مرأى من الناس .. الشعب في بلدك يكافح يناضل من أجل كسرة خبز فتأتي جنودك لتخطفها من أفواههم ويقاسمون الباعة فتات عيالهم من أجل إكمال (تخزينة قات ) تتجاوز المائة 
أما القادة الكبار فحدث ولا حرج ولست غافلاً عن ذلك .

فأين الجنوب؟ وماهو الوطن!؟
أنا جائعًا ولا أرى فيكم وطن!
أفكر بالشعب وأحب له الخلاص وأعظم حلمنا كسرة ترد رمق جائعا فهل هذا هو الوطن!؟