آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-10:51م

مصر { الأهمية والمكانة والمنزلة }

الإثنين - 13 نوفمبر 2023 - الساعة 07:14 م

سلطان مشعل
بقلم: سلطان مشعل
- ارشيف الكاتب


في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ العالم بأكمله عموما والشرق الأوسط والمنطقة العربية خصوصا
ومع الانهيار الذي تعرضت له بعض الدول العربية القُطْرِية ( القوية) نتيجة مؤامرات صهيونية صليبية والذي أعقبه انتشار الفوضى والحروب بالوكالة ونتيجة لتجدد مطامع الدول الكبرى في البلاد العربية وخيراتها ومع ظهور بوادر لإحياء الهيمنة على المنطقة العربية بالتدخل المباشر تحت مسمى نصرة ( إسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها ) ومحاولة تصفية القضية الفلسطينية بتصفية أهلها قتلا وتشريدا وتنكيلا 
وبما أن النظام العربي حاليا يمر بمرحلة ضعف شديدة جعلت منه هدفا لقوى إقليمية طامعة في التوسع والتمدد  ك( إيران ) أو مزروعة في الجسد العربي ك ( الكيان الصهيوني )
فإنه من الضرورة بمكان سرعة إعادة التموضع والتمحور العربي لفرض معادلة قوة وإعادة إعتبار لهذه الأمة المغدورة
وذلك لن يتأتى إلا بالالتفاف حول الدولة الكبرى والدولة الأم وإتاحة الفرصة لها والدفع بها لاستعادة دورها القيادي والريادي والتاريخي ألا وهي - مصر -
مصر التي تأتي دوما منقذة للأمة وحافظة للكرامة
فتردع الغازي المستأصل وتدحر الباطل الغاشم وتعيد اعتبار الأمة
فتزول بها جواثم الكربات وتنقشع بها سحائب الغمة
ولأن مصر تمتلك كل المقومات للقيام بهذا الدور وفي هذا التوقيت تحديدا ..

وهنا يجب أن نتذكر أن مصر هي التي سماها الله تعالى بوحي من السماء
وأمِنها وأهلها إلى يوم القيامة بقوله تعالى :
( أدخلوا مصر إن شاء الله آمنين )
وهي البلاد الوحيدة التي حوت خزائن الأرض بقوله تعالى : ( إجعلني على خزائن الأرض ) 
ومصر هبي أول دولة تكونت على وجه الأرض قبل عشرة آلاف سنة
مصر التي تقع في قلب العالم وفي أهم موقع لبلد على المستوى العالمي
ودفعت وتدفع ثمنا لهذا الموقع - وأيما ثمن - من الغزوات والحملات الاستعمارية والأطماع التوسعية 
فقد تعرض لها عبر التاريخ مدمنو نزوات السيطرة والسكارى بدوافع الهيمنة .

لذلك ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن أهلها في رباط إلى قيام الساعة وأن جندها خير الأجناد
وما ذلك إلا لكثرة المؤامرت والاستهدافات التي لا تكاد تنقطع عن هذا البلد العظيم
فقد استهدفها غزاة قادمون من شرقها كالمغول والتتار والتركمان والفرس
كما استهدفها الطامعون من الشمال الشرقي بالنسبة لها كالمقادنة والشركس والبلغار والمجريون بالإضافة للصليبيين القادمين من الشمال الغربي لها من صليبيي اوروبا من الجرمان والإنجليز والبلجيك والطليان
أما من جنوبها فكانت الممالك الحبشية المتعاقبة ومجاميع الغجر الأفارقة يمارسون غزوا وتوسعا وزحفا باتجاه مصر عبر حقب التاريخ المختلفة .

فمصر بلد ليست أهميته لذاته فحسب
بل لغيره في كل الجهات الأربع وعبر العصور المختلفة 
فمصر هي القفل والمفتاخ بالنسبة لقارة أفريقيا والمحيط الهندي
وهي بمثابة الرأس من الجسد بالنسبة للوطن العربي بشقيه الأفروآسيوي
وتعتبر مصر القلب النابض للعالم الإسلامي
وهي شوكة الميزان بين شرق العالم وغربه
في حين تعتبر مدخلا رئيسا للأمن الاستراتيجي لدول الأورومتوسط .
فهي الأصل وغيرها فروع وهي الحروف والكلمات والجمل وغيرها نقاط وإشارات وعلامات 
وهي الصحف والزبور وهي التوراة والإنجيل والفرقان
وهي إبراهيم وإسماعيل ويعقوب ويوسف والأسباط وإدريس ومصريام وموسى وعيسى ومحمد عليهم السلام أجمع
وهي هاجر وآسيا بنت مزاحم ومريم بنت عمران .

مصر هي ( التين والزيتون وطورسينين ) وهي ( الوادي المقدس طوى )
مصر هي النهر والبحر والأرض والعصا والمن والسلوى والصبر والتقوى 
مصر هي ذات الصواري وهي المنصورة و حطين وعين جالوت وابوقير والعلمين وعبور بارليف 
مصر هي عمرو بن العاص وصلاح الدين والظاهر بيبرس وسيف الدين قطز والعز بن عبدالسلام وسليمان الحلبي وهي أحمد عرابي وسعد زغلول ومحمد علي ويحي المشد ومجدي يعقوب وفاروق الباز وهي أم الدنيا ولحن الخلود وصوت العرب وهي مقصد العجم ومنارة العلوم .

مصر هي الشافعي وشوقي والمشد والشعراوي وهي الشاذلي وشلتوت وشنودة وشاكر
وهي الرافعي والغزالي والعقاد والحكيم
مصر هي الوحدة والقوة وهي العمق والأمة
مصر هي الشعب والجيش والعقل والقلم وهي الدولة والازهر والكنيسة
مصر هي المبادئ والقيم وهي العلم والقلم
وهي القوة والمدد
وهي النصر والناصر والمنتصر والنصير 
وهي الروح والمادة معا
مصر هي الماضي والحاضر وهي المستقبل
مصر هي الأمومة والأُبُوّٓة والأخُوّة 
مصر هي صنعاء وعدن وصعدة والحديدة وحضرموت
وهي بغداد والبصرة والرياض ومسقط
وهي الجزائر والرباط والخرطوم وتونس ..
مصر هي قناة السويس وباب المندب ومضيق هرمز 
وهي الأبيض والأحمر والعربي من البحار والخلجان ..

عوامل القوة القائمة والدائمة للدولة المصرية :
1 - العِلم
2 - الحضارة
3 - التاريخ
4 - الجغرافيا
5 - الدين
6 - الهوية القومية الواسعة والجامعة التي ترى لنفسها مكانة اوسع من موقعها ومنزلة اكبر من جغرافيتها ودورا يتجاوز حدودها
7 - النيل
8 - وحدة الشعب
9 - الجسد العربي ( كون مصر تمثل الرأس لذلك الجسد )
10 - المكانة والمنزلة ..

أما بالنسبة لأركان القوة المصرية على مدار التاريخ فتتحقق بالآتي :
* الشعب
* الدولة (المؤسسات)
* الجيش
* القيادة
* الإرث المشرف
* القوة الكامنة ..

بقي من القول ايها العرب : 
لئن كان ( السٌمٌ ) قد دُسَ في جسدكم فإن ( ترياقه ) ماثل بين أحشائكم وفي ثنايا انفاسكم ..
وقد قال أجدادكم : 
إذا وجد الترياق بطل السم ولا تيمم بحضرة الماء ..