آخر تحديث :الأحد-08 سبتمبر 2024-06:45ص


البهاق.. والمفاهيم الخاطئة

الإثنين - 13 نوفمبر 2023 - الساعة 03:25 م

د. علي ناجي
بقلم: د. علي ناجي
- ارشيف الكاتب


بداية.. لو أن هذا المرض فعلا يقال له البرص... أجزم أنه قطعيا لا علاج له، لأنه معجزة سيدنا عيسى عليه السلام.. فهو الوحيد الذي خصه الله سبحانه وتعالي في علاجه.. بمعجزة علاج البرص، والذي لا نعلم كيف كذلك خصه بإحياء الموتى، وشفاء الأكمة، لذا هذه المعجزات أن تم علاجها من قبل اي انسان لن تكون معجزة.. وبالتالي، ما اسم المرض الذي نعالجه نحن الأطباء، لن يكون البرص اطلاقا، إنما هو فقدان الصبغة، أي البهاق، وليس البرص.

من ضمن الحالات التي تتردد على عيادتنا بالمستشفيات العامة والعيادات الخاصة امراض البهاق وهو مرض مناعي وتوجد عدة رسائل للمتابع الكريم.. فما هي الرسائل التي يجب إرسالها للمرضى بعد تشخيص حالتهم؟

أولاً، علينا أن نتحدى بعض المفاهيم الخاطئة. هناك ثلاثة منها رئيسية. الأول هو أن المرض مرتبط بالتوتر. على الرغم من أن الإجهاد يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الحالة لدى الأفراد المعرضين للإصابة، إلا أنه ليس عاملاً محفزًا في حد ذاته، لأنه في 90٪ من الحالات، يكون لدى المرضى استعداد وراثي مرتبط بوسطاء الجهاز المناعي. الإجهاد هو محفز بنفس الطريقة التي تعمل بها العوامل البيئية. يعد الاحتكاك أيضًا أحد عوامل الخطر، وهو ما يفسر سبب ظهور آفات البهاق غالبًا على المرفقين أو الركبتين أو الجانب السفلي من الساقين والذراعين.

الاعتقاد الخاطئ الثاني هو أنه يجب حماية الآفات من الشمس. على العكس من ذلك، فإن التعرض لأشعة الشمس بشكل معقول مفيد في تعزيز إعادة التصبغ، كما أن إزالة التصبغ لا تزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد.

المفهوم الخاطئ الأخير يتعلق بالعلاج: أفاد 65% من المرضى أن طبيبهم أخبرهم أنه لا يوجد علاج فعال لحالتهم، وهذا خطأ، كما ترون في توصياتنا. بالإضافة إلى ذلك، على الرغم من أنه يُعتقد أن بقع البهاق التي ظهرت مؤخرًا لديها فرصة أكبر لتصبح مستقرة وتعود إلى تصبغها المعتاد، إلا أنه يمكن تقديم العلاج للآفات القديمة.

ما الذي يجب أن تركز عليه استراتيجيات العلاج؟

 بشكل عام، الهدف الأول هو تثبيت الآفات محاولة عدم الانتشار، ثم محاولة إعادة تصبغ الآفات المستقرة، وأخيراً الحفاظ على إعادة التصبغ هذه.

 في جميع الحالات، يتم اتخاذ القرار كجزء من قرار طبي مشترك: نحتاج إلى مُلائمة أهداف المريض - الاستقرار وإعادة التصبغ - مع الخيارات المتاحة.

اعلم إن وجود الشعر الأبيض داخل الآفات نفسها، على سبيل المثال، هو معيار سوء التشخيص أو ضعف الاستجابة للعلاج الذي ينبغي أخذه بعين الاعتبار. وهذا يعني أن الخلايا الجذعية الصباغية الجريبية تتأثر. عندما يتم تقديم العلاج بشكل عام للغاية، يجب على الأطباء المضي قدمًا تدريجيًا: تحديد هدف أولي على سبيل المثال - منطقة من الجسم سيتم علاجها أولاً - ثم المضي قدمًا خطوة بخطوة، اعتمادًا على التحسن السريري. يُعتقد أن ترطيب الجلد يمكن أن يحد في بعض الأحيان من تفشي المرض، لأن القيام بذلك يعيد حاجز الجلد، على الرغم من عدم إثبات ذلك فعليًا.

وبعيدًا عن العلاج الطبي، لا ينبغي للأطباء أن يترددوا في تقديم الرعاية الداعمة لمرضاهم، وخاصة الدعم النفسي لأولئك الذين يشعرون بالقلق أو التوتر بسبب مثل هذه الحالة الواضحة.

ودمتم سالمين...

 

د. علي ناجي

استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية بمستشفى الزهراء التعليمي

طرابلس الغرب - ليبيا