أن الأستمرار الممنهج والمتعمد الذي دأب عليه جيش العدو الصهيوني وذلك من خلال الإستهداف المباشر مع سبق الإصرار والترصيد بالقصف العشوائي الذي يطال المدنيين العزل في غزة يؤكد وبوضح تام لكل متابع حصيف لمجرى سير الأحداث والمعارك إذ يعبر عن مدى عجز وفشل العدوان الصهيوني الغاشم والبربري لإخضاع غزة ويصف لنا الحالة النفسية والمعنوية المنكسرة والمازومة التي وصل لها جيش العدو الصهيوني..!!
لذلك نجده يمارس أسلوبه القذر والمعتاد بحق المدنيين من قتل وتنكيل ليداري فشله الذريع بعدم تحقيق أي تقدم أو نصر عسكري بسيط ومعنوي..!!
قد لا يستطيع قلمي المتواضع هذا بأن يلخص الأحداث والوقائع بعجالة فكل يوم من الصمود الأسطوري لمدينة غزة سيحتاج مني إلى كتابة مجلد أصف فيه أدق التفاصيل المهمة ..فياترى من أين سأبدأ..؟!
هل من النجاح الباهر لعملية طوفان الأقصى المباركة تلك العملية البطولية التي زلزلت أركان ومداميك الكيان الصهيوني الهش بل وخلق حالة كبيرة من الذعر والهلع لأميركا وربيباتها من الأنظمة الغربية التي وللآسف الشديد أصبحت تعيش واقع ووضع مزري كحال العاهرات تماماً وباتوا ينقادون بأمر القوادة العجوز (أميركا) ..!! فمن إقحامهم بحرب أوكرانيا ضد روسيا إلى جرجرتهم المهينة والمعيبة لنجدة إسرائيل إذ تحركت وعلى عجل حاملات الطائرات الأميريكية حتى تبعه إستنفار غربي للدفاع عن الطفل اللقيط والأبن المدلل إسرائيل..!!
صفعة 7 أكتوبر التي كادت أن تصل بقوتها لتكون بمثابة الضربة القاضية للكيان الصهيوني وما حدث بعد ذلك من تحرك أميركي وغربي سريع وأيضاً ردة الفعل الهستيرية للصهاينة يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن إسرائيل كانت بالفعل على وشك السقوط لا محالة..!!
لقد كان من المتوقع بعد ذلكم الحشد العسكري الضخم للجيش الصهيوني والدعم اللا محدود الذي قدمته أمريكا وكذلك الدول الغربية عسكرياً ولوجستياً وما رافقه من زخم إعلامي هائل والذي يجيز ويعطي الضوء الأخضر للعدو الصهيوني بحرية الرد والدفاع عن النفس بأن سقوط غزة سيكون مسألة وقت ليس إلا.. لذلك فقد تم غض الطرف من العالم أجمع بما في ذلك العالمين العربي والإسلامي فشن العدو الصهيوني هجومه الغاشم والبربري على قطاع غزة بمنتهى الوحشية ليصب جام غضبه على المدنيين العزل وأصبحت غزة وكل مافيها حق مشروع فتم إستهداف المنازل والمستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس وأفران الخبز والشجر والحجر من دون رحمة..
حرب ظالمة وعبثية وغير أخلاقية لم يشهد التأريخ الحديث مثلها..!!
إن الصمود التاريخي والأسطوري لغزة أربك حسابات جيش العدو الصهيوني بل وزرع الرعب في قلوب الصهاينة العرب المطبعين والمتأمرين على القضية الفلسطينية حيث يتمنون القضاء التام لحركة حماس حتى ولو كان الثمن إبادة غزة وكل من فيها..!!
فمن دون شك أن سقوط الكيان الصهيوني سيتبعه سقوط مدوي للأنظمة العربية العميلة..
غزة أنتصرت رغم أنف العالم أجمع.. وكتائب القسام مستمرة في تكبيد جيش العدو الصهيوني والخبراء الأميركان الخسائر الفادحة كل يوم فسقوط الجنود الصهاينة بين قتيل وجريح في تزايد وتدمير الأليات العسكرية المتطورة والحديثة وبأسلحة محلية الصنع أذهل المتابعين والخبراء العسكريين حيث يتبع كتائب القسام تكتيكات معينة وكل يوم تظهر نوعية جديدة من الأسلحة محلية الصنع..!!
حماس أنتصرت عسكرياً وأخلاقياً وحتى إعلامياً فخطاب أبو عبيدة يترقبه العالم أجمع لأن خطاباته صادقة ومدعومة بالأدلة من خلال نشر الفيديوهات التي تؤكد صحة كلامه.. بينما العدو الصهيوني مازال مرتبك لا يعرف ماذا يريد وماهي أهداف عدوانه لذلك نشاهده يستهدف المدنيين العزل بينما عند مواجهته الرجال في معركته البرية فالهزائم تلاحقه وصراخ جنوده الأقرب لصوت النساء البواكي يؤكد خسائره الكبيرة عند مواجهة الرجال..!!
لقد تعلمنا من الصمود الأسطوري للأهالي في غزة إن الإيمان والعقيدة سلوك وليس مجرد كلام في سطور.. حيث لم نرى منهم ساخطاً على قضاء الله.. يجمعون أشلاء أحبابهم ويحمدون ربهم فعقيدتهم الراسخة أمتلات بها قلوبهم وفاضت على جوارحهم فباتوا صابرون وثابتون في أرضهم لأنهم شعب لا يستسلم أبداً ..أما النصر أو الشهادة...!!
