آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:32ص


يمن ما بعد غزة

السبت - 11 نوفمبر 2023 - الساعة 11:41 م

خالد سلمان
بقلم: خالد سلمان
- ارشيف الكاتب


مايجري الآن هو البحث في موضوع الملف اليمني، عن صورة حل بانورامي، يستوعب كل أجزاء وتفاصيل الصورة التي تتبلور  وتظِّهر  قسمات  يمن ما بعد غزة ، بعد أن لفت الحوثي عناية المجتمع الدولي ، إلى أن هناك خطراً كامناً في الركن الجنوبي الغربي لشبه الجزيرة العربية، حيث عُقدة المواصلات الدولية ومكامن النفط والموقع الجيوسياسي. 
الملف اليمني خرج عن كونه مجرد صراعاً محلياً ،أو حتى يلامس أطراف ثوب الجوار ،ليتحول إلى مشكل دولي بقاءه في حالة سيولة وإنفلات قوة ، يهدد المنطقة برمتها ويدخل كعامل إعاقة لمشاريع إقتصادية عملاقة، تربط المنطقة بإقتصاديات العالم. 
الحوثي الذي يخوض معركة إيران ،والتي بدورها تكرس حضورها في المعادلة الشرق أوسطية  بالدم اليمني العراقي السوري اللبناني ، أصبح اليوم على رأس قائمة المخاطر ، يأتي إقصاءه لتأمين المصالح الكبرى، ويدخل في سياقات حرمان طهران من موطئ قدم في المياه الدافئة، وفي عقر دار المصالح الغربية.  
تصعيد الحوثي  في مأرب عسكرياً ،ومحاولته تحييد سياسياً بعض أطراف الصراع المحليين،  وإستمالة البعض الآخر ، يؤشر إلى أن الحوثي في صورة قادم المواجهة ،حيث في نظر المجتمع الدولي ،لم يعد طرفاً سياسياً يمكن الإنفتاح عليه في مفاوضات التسوية، بل مجرد مسمار صغير في ترس محور من تصنفه الإدارة الإمريكية بمحور الشر. 
إذا كان الإقليم قد حسم أمر الحوثي على الورق وفي غرف التخطيط وهيئات الأركان  ، تبقى الجاهزية الداخلية للقوى المناهضة له وقابليتها  للتعاطي مع جديد هذا الموقف  ،بحاجة لإعادة تصويب وتصحيح سياساتها البينية ، بإيقاف التباينات أو إرجاءها لما بعد تصفية ذيول الإنقلاب ، مع توفير ضمانات حقيقية للقضايا الجوهرية ، التي من دون حلها لن يشهد اليمن إستقراراً ،وسيظل على رأس  المخاطر دائمة التجدد ،تهدد المصالح الدولية والمنطقة ، وهنا نعني التوافق على ماهية حل القضية الجنوبية ، وموقعها في شكل نظام حكم مابعد الحوثي.