آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-11:09م

دماج وغزة .. الح وثي واسرائيل .. سردية التهجير .

السبت - 11 نوفمبر 2023 - الساعة 09:10 م

عبدالسلام القيسي
بقلم: عبدالسلام القيسي
- ارشيف الكاتب


 

كانت هناك مدينة يمنية صغيرة في أطراف صعدة،بين عمران وصعدة، آمنة مطمئنة وادعة وتعيش بسلام،على هدى السلام اليمني،
مدينة اسمها " دماج " يسكنها عشرون ألف يمني، يمارسون الزراعة، يعيشون ككل أرياف اليمن من خيرات الأرض،لا هم لهم الا العبادة والهدوء .. هل تتذكرون دماج؟ لا أحد يتذكر دماج،مر الأمر بهدوء

فوجئت دماج صبيحة يوم كئيب من عام ٢٠١١، شهر أكتوبر، بمجاميع من الحوثيين،تفرض حصاراً على المدينة الصغيرة،ومنعوا لمدة طويلة دخول المواد الغذائية الى دماج، رفضوا  فتح معبر واحد لهذه البلاد الصغيرة،لأجل الغذاء،من أجل الضروريات، لكنهم رفضوا، وقبضوا على كل خارج ولو الى الحج،واليمن حينها منشغلة بالأحداث،وصراع الفوضى،وأستمر الحصار لسنة وأكثر،كانت الدولة منخرطة في الصراع بصنعاء،وابناء دماج يشبهون أهالي غزة الآن،ينادون بفتح معبر فقط،لأجل الحياة،والحوثي مطلبه الترحيل.. الموت أو الرحيل

دماج مدينة صغيرة بأطراف صعدة،تشبه تماماً مدينة غزة في الأطراف الإسرائيلية المحتلة، وحوصرت دماج كما حوصرت غزة، ومنعت الضروريات عن أهالي دماج كما منعت عن غزة، ومطلب واحد،للصهيوني والحوثي،فمطلب الحوثي رحيل ابناء دماج كما مطلب الصهيوني رحيل ابناء دماج عن المدينة وقد حدث ذلك .

قرر ابناء دماج الدفاع عن حياتهم، واجهوا عتاد الحوثي،في ظل التخلٍ المريع لحكومة صنعاء،سقط ابناء دماج كشهداء وجرحى،ومنع عنهم الدواء،رغم تدخلات الصليب الأحمر،وبعد محاولات حثيثة أجلي المئات من ابناء المدينة جرحى، بينهم نساء وأطفال،امرأة حامل سقطت برصاص الحوثي،أطفال يلعبون، وأنهوا حياة مدينة كاملة ومبرر الحوثي هو الإرهاب،ذات المبرر الصهيوني للهجوم على غزة .

في يناير 2014 بعد سقوط حوالي ألف شهيد وجريح في دماج من تعداد عشرين ألف فقط،هٌجرت دماج،بتواطؤ حكومي، الى الحديدة،ومروراً بالطريق تم ايواء العائلات التي تحمل بيوتها على رؤسها في المدينة السكنية في سعوان،كنا نشاهد المهجرين،والحزن البادي في وجوه النساء والأطفال،ولا نستطيع أن نفعل أي شيء

كانت تغريبة دماج استهلالاً حزيناً لتغريبة كل البلاد، وشارة باكية لما سيحدث، وعاشت دماج سردية غزة بالتفصيل، سردية الحصار والقصف والرحيل والتخلي حتى،هم أول من عاش النكبة ولم يكتف الحوثي بتهجير دماج،بل حاصر وهدم وقتل وشرد كل مدينة يمنية.

لقد كان سقوط دماج ايذاناً بسقوط كل اليمن،وسقطت صنعاء بعدها،الحديدة، تعز، عدن، سقطت كل اليمن، وعانت ذات التنكيل،والآن يشبه الأمر ما يفعله الصهيوني في غزة،ولو سقطت غزة سيطالب بتهجير ابناء الضفة،ثم سيناء،ثم ربما يطال الأردن.

هي سردية واحدة، من اليمن الى فلسطين،سردية الرحيل، ولو يعود الوقت لمنعنا تهجير دماج ولما سمحنا بذلك،ولا يجب السماح بتهجير ابناء غزة.