آخر تحديث :الأحد-05 مايو 2024-02:25ص

أهالي أحور ومعاناتهم المستمرة مع مياه الشرب

الأربعاء - 08 نوفمبر 2023 - الساعة 10:44 م

بكري العولقي
بقلم: بكري العولقي
- ارشيف الكاتب


 لم يذكر في تاريخ مدينة أحور في ظل وجود مشروع المياه أن يصل تردي خدمته لمدة تسعة أشهر إطلاقا ، ولم يعانِ أهالي المدينة مثل هذه المعاناة من قبل ، ما حدث في المدينة طيلة التسعة أشهر الماضية عبارة عن كارثة إنسانية تجرع مرارتها المواطنون بجميع طبقاتهم المجتمعية وحالتهم المعيشية .

لم يستثنِ من هذه الأزمة أحد فالجميع ذاق مرارة التعب والحرمان وطول الانتظار للوعود الزائفة والأعذار الواهية والمبررات الكاذبة التي يصيغونها على الدوام ، فلم يعد الحال يطاق ولم يعد الوضع يحتمل أكثر مما عليه هو الآن ولم يعد أيضا بمقدورنا أن نصدق كل تلك الأكاذيب، نعم هي كارثة وأزمة إنسانية تكبد نتائج عناها النساء والأطفال والشيوخ  الذين يستسقون الماء من المساجد والآبار ونقاط التوزيع بلا رحمة ولا شفقة.

    هي أزمة ضمير بل أزمة ذمة أو لِتكن أزمة اِللامسؤولية أو أزمة اِللامبالة ولا اهتمام ، سمّها كما شئت فلم يعد ذلك يفرق مع مدير المياه والمدير العام والسلطة المحلية فجميعهم يتلذذون بمعاناة المواطنين وجميعهم مستمتعون بتلك المشاهد المؤلمة التي تفطر الحجر وتدمي القلب وتحزن الخاطر للنساء والأطفال وكبار السن الذين اكتووا بنيران هذه الأزمة.

    نتساءل لماذا هذا التشبث المستغرب بالمسؤولية لمدير المياه في أحور بعد أن أجمع الكل على فشله الذريع في تحقيق أي نتائج إيجابية تفضي باستمرار خدمة الماء والتي تعد من الخدمات الأساسية والضرورية في الحياة اليومية ، لماذا هذا التمسك الشديد بهذا المنصب والجميع لا يرغب بوجوده وأصابع الاتهام موجهة نحوه وكيل الانتقادات تصب عليه ودعوات المظلومين وابتهالات المحرومين ضده.

  جميع من هم في هرم السلطة المحلية وعلى رأسهم المدير العام فضلا عن مدير المياه يتحملون ما يعانيه أهالي مدينة أحور اليوم وما عانوه في الأمس وماسيعانونه في المستقبل في ظل استمرار مدير المياه الحالي في منصبه ، صرنا لم نعد نتعشم الصلاح ولم يعد يحدونا بصيص أمل ولا بشائر خير تلوح في الأفق تخبرنا بتحسين منظومة المياه.

   يبدو أننا مقبلون على أيام أكثر مرارة ومشقة ومكابدة وإجهاد وليالٍ أكثر بؤساً وشدةً وعناء في ظل تخاذل المدير العام ومدير المياه ووقوفهما موقف الأطرش في الزفة طيلة تسعة أشهر تلك المدة الطويلة تستطيع من خلالها أن تتصالح أوكرانيا مع روسيا وتنتهي حرب الصهاينة على غزة وتصل إثيوبيا بحلول مرضية مع مصر بشأن سد النهضة نعم هي مدة كافية لحلحلة العديد من القضايا والإشكالات المهمة والمعقدة.

   قد نكون صمتنا دهراً ونطقنا كفراً من وجهة نظرهم ولكن لم نقل إلا الحقيقة التي أضحت واضحة للعيان وأصبحت حديث الناس ومحور النقاش في مجالسهم ولكوننا من شريحة المواطنين فإننا نعاني ما يعانونه ولا يمكن أن نسكت متى ما شاهدنا قصوراً في الواجبات وترديا في الخدمات بما يمليه علينا ضميرنا، نعم قد نصمت فترة ونعطي مساحة فراغ بغية الإصلاح والتغيير ولكن هذه المرة بلغ السيل الزبى وطفح الكيل وتجاوزت المدة حدودها ولم نر تحسناً ملحوظاً بل شاهدنا تفاقم لهيب المعاناة..