آخر تحديث :الأربعاء-29 مايو 2024-10:56م

قوموا بواجبكم وتحملوا مسؤولية شعبكم

الثلاثاء - 07 نوفمبر 2023 - الساعة 05:32 م

جمال مسعود
بقلم: جمال مسعود
- ارشيف الكاتب


لازلنا بعد مضي ثمان سنوات وحتى يومنا هذا  ونحن نعاني من الازمات في كل مجالات الحياة ماتبرح ازمة تفتك عقدها وينتظر الناس حلها حتى تعود من جديد بوجه آخر وكأنها قدر على شعبنا في الجنوب وعدن بالذات لابد ان يتجرع مرارتها عقابا على ذنب لاندري ما هو ولا في اي وقت اقترفناه  ، عقاب مس الصغير والكبير المرأة والرجل المواطن والسياسي ، عقاب وتأزيم لمعيشة الناس وتضييق عليهم دون حرب حقيقية ولا حصار معلن ، غير ان ما يدور فاق آثار الحرب وتجاوز اضرار الحصار. 

ان تصريحات رئيس مجلس القيادة الرئاسي واعلانات رئيس مجلس الوزراء وحكومته المتكررة لفشلهم في معالجة الاوضاع الاقتصادية ومنع تدهور العملة وصعوبة تحصيل الايرادات وعدم تمكنهم من تصدير النفط والغاز، وعجزهم عن ايجاد سبل للتعامل مع عنجهية وتمرد الحوثيين وفشل اجراءات التفاوض معه في كثير من القضايا وعدم القدرة على توفير بيئة مناسبة ومقر دائم لإقامة الحكومة واجبار الوزراء والمسؤولين على العودة الى البلاد وممارسة اعمالهم المنوطة بهم فيها  ، وتحججها الدائم بالحاجة الانسانية لتحويل المستحقات المالية للعاملين معها في الخارج بالعملة الصعبة لإعالة اسرهم وادارة شؤونهم الحياتية  ، كل ذلك يتم الاعلان عنه عام بعد عام في ظل تجاوب وتعامل ديناميكي مع تلك المبررات والتصريحات بشكل طبيعي يفرض امر واقع ويجبر عامة الشعب على الصبر عليها وكأنها تعاليم الكنيسة في دولة كاتوليكية المذهب لا تتبع وصايا الدين الاسلامي الحنيف الذي لا يأمر بالسكوت عن الحق ويعد الساكت عن الحق بشيطان اخرس 

نحن في الجنوب لدينا قيادة سياسية وعسكرية وامنية ودبلوماسية وادارية ومالية وكل ما يشبه مقومات الادارة العامة والاشراف على شؤون دولة  ، اضافة الى ما هو اكثر من ذلك لدينا شراكة في الادارة الحالية بما نسبته ٥٠٪ من حصة القيادة الرئاسية والاعضاء في الحكومة بغض النظر عن اختلاف المواقف فيما بين المشاركين في حصة المناصفة الجنوبية فهذا مرده الى الجنوبيين الذين لم يتفقوا بعد على توحيد الحصة وتقوية دورها وفاعليتها مع تمكين اكثر في الجنوب بوجود سلطة محلية جنوبية بنسبة ٩٠٪ ان لم يكن بأكثر من ذلك وعلى جميع المحافظات الجنوبية بما فيها العاصمة عدن والمحسوبة عاصمة مؤقتة لحكومة المناصفة 

اكثر من مرة يستفز مجلس القيادة الرئاسي ومجلس الوزراء شعبنا في الجنوب وعدن بالذات بإعلان الفشل ومواجهة صعوبة كبيرة في معالجة القضايا وابرزها تهاوي العملة وانهيار قيمتها امام العملات الاجنبية والتي ينتج عنه دوما ارتفاع كبير في اسعار السلع وغلاء المعيشة على الناس  ، وعجز  آخر تعلن عنه وبدون خجل انها فشلت في معالجة ازمة الكهرباء وتواجه صعوبة في توفير الوقود اللازم لها  ، ثمان سنوات انقضت على هذا المنوال ولأتوجد مؤشرات الحل ولا بصيص امل في تسوية ما للازمة تخرج الشعب من معاناته وتفتح له بابا للأمل في ان تستقر معيشته كسائر شعوب العالم 

الى متى ياقيادتنا الجنوبية ننتظر على هذا الحال..؟ ما الذي بإمكانكم فعله لانتشال اهلكم وناسكم وانصاركم ومن فوضكم بتحمل مسؤوليته داخليا وخارجيا  ، هاقد كررت الشراكة فشلها واعلنت عجزها عن تحمل المسؤولية  ، هاهي ازمة الكهرباء قد صارت مفروضة علينا بالأمر الواقع  ، وهاهي ازمة الرواتب تدخل لأول مرة في دائرة الازمات كأحدث ازمة في عهد الشراكة والمناصفة  ، هانحن في الجنوب تتعطل مصالحنا الواحدة تلو الاخرى لم نعد نبحث عن التطوير والتحديث  ، لقد صرنا نبحث عن ثبات واستقرار ما بقي بأيدينا من المصالح مخافة ان تنهار 

لقد حان الوقت للتدخل العاجل وفرض الامر الواقع والبسط على الارض بالإدارة والتحكم وتحمل المسؤولية فلم يعد لدينا ما نخسره ولا نخشى من تدهور الاوضاع اكثر مما هي متدهورة ولن نتضرر بالتضحيات فقد ضحينا ولازلنا نضحي  ، الامر عندنا قد وصل حد الفناء لا معيشة اسوأ مما نعيشه اليوم ، الارض ارضنا وخيراتها ليست لنا  ، نفتقر في بلادنا ونجوع ونحرم من موانئنا ومطاراتنا ونفطنا وغازنا وثرواتنا ونحن الذين لدينا في كل بيت شهيد او جريح او صابر على مرارة العيش  ، لقد حان الوقت قياداتنا السياسية ان تقولوا كلمة الحق وتفرضوا حكم الحق والعدل  فلن نبقى هكذا ننتظر المجهول فنحن سائرون بهذه الاوضاع فوق المذلة والهوان نحو الموت البطيء لولا لطف الله ورحمته بهذا الشعب الكريم  ، فقوموا بواجبكم وتحملوا مسؤولية شعبكم فقد اعلنوا فشلهم  ،  ماذا بعد