بأختصار اذا عجز الناصر فالصمود معه هلاك .
هذا هو الواقع الملموس للاسف ، وهذه هي الحقيقة المستوحاه من معطيات الواقع ، حيث اننا لم نهلك فقط ، ولكن تضورنا هلاكاََ ، وساءت الأحداث ، وتلوثت المبادئ ، وتعفنت القيم .
ففي ظل السياسة المفروضة طاحت الإمكانيات وتسلط العوز على مقدرات النفع ، واستوطن الفراغ السياسي في ظل الحضور الغير موجود ، وارتعشت فرائص السند ونحن في امس الحاجة للعون .
ماذا نقول عن هذا الواقع الذي وصلنا إليه ، هل هو وباء العجز المتسلط ، ام فوبيا الإصلاح ، ام سياسة الأمر الواقع ، ام انهم جميعاََ !؟.
ياايها الراشدون ، ويافحولات الوطن ، لقد هرم شعبا بأكمله ، ألا ترغبون فيه إلاََ أو ذمة ، فإن كان الشعب لايعنيكم ، فخذوا بعين الاعتبار أن هناك جيل اُجبر أن يغمض عينيه كي لا يرى مصيره ، حين اقنعتموه أن المستقبل لا لون له .
حذاري من طفح الكيل ، حين اثبت الموجود عجزاََ يليق بشرح الواقع الكارثي .
دعونا نواجه المصير المحتوم الذي خلفتموه ورائكم ، لا نريد دعماََ ولا منظمات ولا إغاثة ولا رعاية دولية ، فقد افرقت بطوننا حين شبعت منكم ..
ايها المارون على نزيف جراحنا ، المستثمرين تطلعاتنا وطموحاتنا ، وانتم اصحاب اليد إلى وضاعة قدرنا ، غلت ايديكم ، فاتركونا على قارعة هذه المأساة ، فأننا الرابحين وأصحاب الغنيمة دون تكاليف .
كُفينا وكفاكم عقداََ من الزمن ، فأتركونا لذريعة تشرذمنا الذي ينتقم بعضه من بعضنا ، فنحن أهل لأن نضمد كل ماخلفته ايادي العبث ، فلا تأسوا علينا ، ولا تتدعوا الحرص ، واي حرص هذا الذي أخذ فرصته لعقد من الزمن ، ولم يقدم شيئاََ سوى أرجاعنا للوراء ، أهو حرص الصحة الذي جعلنا كمرضى في العناية المركزة ننتظر الموت دون حركة ، ام هو حرص التعليم الذي صار فيه المعلم أقل شأن من التلميذ ، ام هو حرص الخدمات التي صارت قصصا تأخذ متعتها من قرقرة الحناجر وخلق العبرات مابين ارتفاع الضغط ونوبات السكر ، أم هو ذلك الحرص الذي جعل مستقبل الاطفال أكذوبة ، وعفة النساء في التسول ، ام هو ذلك الحرص الذي جعل من الموظفين سعاة بالأجر اليومي ودلالة ..
لم يبقى إلا أن تسلموا للحق والحق أحق أن يُتبع ، وهو ان يقود الأصل فرعة ، ويقود البلد أهله وصفوته الحريصين على لحمته ، وان نتلاحم بعيدا عن كل ماخضناه ، وان كل مااردتموه لنا في سبيل البقاء لم يكن إلا سراب يحسبه الضمآن ماء .
دعونا نلملم ولو اصابع الوطن الذي حكمتم عليه بالحرابة ، حين اعترف انكم إلى جانبه .
نعم هذه هي الحقيقة ، الذي حبلت بها كل فئات الشعب ، فاحذروا المخاض ، فحينها سيعلم من يجهل علينا اننا نجهل فوق جهل الجاهلين ..