لقد حاول الكيان الصهيوني مراراً وتكراراً طيلة 16 عاماً لإخضاع قطاع غزة وذلك من خلال العمل على فرض الحصار المحُكم لتحويل غزة إلى أكبر سجن مفتوح بالعالم ومارس ضد ساكنيها أبشع صنوف القتل والتنكيل بينما يسعى حالياً إلى جعلها مقبرة جماعية مع سبق الأصرار والترصد أو إجبار أهالي غزة للنزوح القسري خارج قطاع غزة ..!!
إن الصمود الأسطوري لأهالي غزة أمام الألة العسكرية الرهيبة للعدو الصهيوني أذهل العالم وأصاب القيادات الإسرائيلية بالصدمة والذهول ذلكم الصمود العظيم لم يأت من فراغ..إذ يخبرنا التأريخ بأن مدينة غزة هي المدينة الوحيدة في ساحل المتوسط لم يستطع الأسكندر المقدوني من إخضاعها لسلطته فتركها لحالها ومانشاهده من صمود هو موروث تأريخي متأصل وجينات راسخة في أهالي غزة يتناقلها الأجيال جيلاً بعد جيل أليس هم شعب الجبارين..!!
إن المجازر الوحشية التي ينتهجها ويمارسها العدو الصهيوني بحق أهلنا في غزة نابعة من الأيديولوجية الصهيونية التي وضعها فيلسوف العنف فلاديمير جابوتنسكي والتي يقول فيها أن السياسة هي القوة وإن ما لا يؤخذ بالقوة سيؤخذ بمزيد من القوة وأن المشروع الصهيوني يرتبط تقدمه بقوة سلاحه حيث تبنى فكرة جابوتنسكي (الأنانية المقدسة) والتي تعني حتمية التضحية بالآخرين لإنجاز المشروع الصهيوني مهما كانت نتائج ذلك..!!
لذلك سيستمر العدو الصهيوني بإرتكابه للمجازر الشنيعة وجرائمه الوحشية على مرأى ومسمع من العالم أجمع من دون أن يأبه بحقوق الإنسان تحت مبرر وحجة قبيحة حول مايسميه حقه القانوني بالدفاع عن النفس هذا الغطاء الذي توفره الحكومات المتعاقبة في أميريكا جعل من العدو الصهيوني دولة فوق القانون الدولي ..!!
وتكمن عربدة العدو الصهيوني للوقوف الدائم لأميريكا وشركاؤها في الأجرام من خلال إفشال أكثر من 900 قرار دولي للجمعية العامة للأمم المتحدة بالإضافة إلى أستخدام أميريكا لحق الفيتو 43 مرة لصالح العدو الصهيوني..!!
سأعطيكم بعض الأحصائيات لحجم المجازر والدمار التي أرتكبها العدو الصهيوني بحق إخواننا في غزة خلال 27 يوم فقط وهذه الأحصائيات قابلة للزيادة في ظل أستمرار التصعيد من قبل جيش العدو الصهيوني..
8796 عدد الشهداء..منهم 3648 من الأطفال..2290 من النساء.. 2030 مازالوا تحت الأنقاض..1120 طفل مازالوا تحت الأنقاض..132 شهيد من الكوادر الطبية.. 22219 مصاب.. 33960 وحدة سكنية مدمرة..أكثر من مليون ونصف نازح داخل غزة حيث نزحوا من المناطق الأكثر تعرضاً للقصف..بينما يعادل حجم المتفجرات من القنابل والصواريخ التي سقطت على غزة منذ العدوان الأخير ضعف القنبلة الذرية التي ألقتها أمريكا على مدينة هيروشيما اليابانية نهاية الحرب العالمية الثانية..!!
هذه بعض الأحصائيات في منطقة مكتظة بالسكان إذ يبلغ عدد سكان غزة بحدود 2 مليون نسمة يعيشون جميعهم في مساحة لا تزيد عن 365 كيلو متر..!!
لذلك لا وجه للمقارنة مابين مجازر النازية أبان الحرب العالمية الثانية وما يفعله الكيان الصهيوني بغزة حيث توزعت مجازر النازية في كثير من الدول التي أجتاحتها وليس منطقة صغيرة كقطاع غزة وكذلك أن الجيوش التي قاومت القوات النازية كانت تمتلك أيضاً الأسلحة والعتاد والجنود للدفاع عن بلدانهم. .كما لا يمكن مقارنة الأسلحة المستخدمة للقوات النازية خلال الحرب وبنوعية الأسلحة الحديثة والمتطورة التي يستخدمها جيش العدو الصهيوني بحربه على غزة من ناحية الجودة والكفاءة القتالية والتطور المذهل والقدرات التدميرية للكثير من الأسلحة الهائلة بالإضافة إلى التطور الهائل للطائرات الحربية التي يقصف بها العدو الصهيوني وما تمتلكها تلك الطائرات من ترسانة صاروخية متنوعة قادرة على محو المدن السكنية بكل ما فيها
وبأريحية تامة نظراً لإفتقاد رجال المقاومة في حماس للأسلحة المضادة للطيران..!!
وبالرغم من الفوارق الهائلة في كل شيء بين الجيش الصهيوني ومقاتلو حماس إلا أن جميع تلك الفوارق ذابت وأضمحلت تماماً بفضل من الله ثم بالإرادة الصلبة التي يمتلكها أبطال حماس علاوة على الأستقامة والتدين الشديد وحب الشهادة وعدالة قضيتهم لذلك سنجدهم يحاربون بأستماتة وشجاعة عالية وهذا حتماً سيكلف جيش العدو الصهيوني خسائر كبيرة جداً ..غزة ستنتصر أن شاء الله ولا عزاء للجبناء وسحقاً لكل خائن ومتخاذل..
