آخر تحديث :الأربعاء-08 مايو 2024-07:46م

كان شعبي ثائر يازمن ..!

الأربعاء - 01 نوفمبر 2023 - الساعة 05:31 م

ناصر احمد الخطاط
بقلم: ناصر احمد الخطاط
- ارشيف الكاتب


ليست الصلابة أن تظل واقفا أمام وابل الصفعات ، وليست الصلابة أن لا تنهار ولاتتحطم ، إنما الصلابة أن تعيد بناء نفسك من جديد .
فالعالم متعجب ومذهول من هول ما يجرى علينا ، ونحن نتجرعه ولانكاد نسيغه ، وهم ينظرون أن الموت يأتينا من كل مكان ولازلنا عائشين ، بينما ليس لدينا الصبر الجميل ، ولا التهور ولا التسخط ، لم نفكر حتى بالقنوط من الموجود وإيجاد البديل .

نحن بحاجة إلى لملمة الموروث الثوري ، وهو ذلك المصل الذي يجعل متوننا تتجافى عن المضاجع اذا شعرنا بالانتهاك ، اذا صارت اطفالنا تفتقر الطفولة ، ومرتباتنا لا تقطي جزء من احتياجاتنا البسيطة ، نحن بحاجة إلى الموروث الثوري اذا لم نجد اعتبارنا كشعب ، ولم نستشعر قيمتنا كمواطنين ، فنحن لانتسول حقنا في الحياة الكريمة ، فإذا لم نجد كل هذا فعلينا أن نسأل أنفسنا ، اين موقعنا من مفهوم الكرامة ؟..

اين الغظبة وردود الفعل الثائرة ، اين الغيرة على نسائنا وأطفالنا ، اين الحرص على حقوقهم واين التزامنا بالمسؤولية تجاههم ، فكل مصاب أصابهم ، لم يبقى الا ان نبيعهم في سوق الرقيق .

فمشاكلنا ، وازماتنا ، وكوارثنا ، وويلاتنا منذ اثنى عشر عاماََ متكررة ومفتعلة ،
منذ اثنى عشر عاما ونحن منبطحين في دائرة تردي الأوضاع المعيشية ، الذي يسممها انقطاع الماء والكهرباء ، ثم الغلاء بذريعته مابين إناء تردي العملة ، في زاوية ضيقة هي سعر الصرف الموحل .
منذ اثنى عشر عاماََ وأرواحنا تنزف ، حتى الخدمات صارت تقودنا نحو الموت البطئ ، ثم نقول بلسان الراضخ بين فكي المهانة والمذلة ، (وكلنا امرنا لله ) نعم الأمر كله لله ، ولكن لله الذي لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم .

نحن بحاجة إلى تسليط بعضاََ من الضؤ على إرادتنا ، كي نجد القرار المنبوذ خلف ظهورنا، بدلاََ من اتهام الظروف ولعن الزمن .
كي يضيئ لنا هذا المصير المعتم ، الذي عصب على أعيننا ، وربط على قلوبنا 
حتى نسينا أننا كنا شعب ودولة ، نعم كنا دولة ولا زلنا دولة تحمل كل المقومات بكل ما يحمله الكمال من معنى .

ولكن اين نحن ؟؟ من منا طالب بهذه الدولة ، التي لن تأتي إلا إذا خرج الجميع ، يحملون لواء الثوار بعصاب الكرامة ، وينددون بوقف إقامتها الجبرية ، في منفى صناع القرار .