آخر تحديث :الأحد-08 سبتمبر 2024-02:42ص


في اخر درجتين شحن

الإثنين - 30 أكتوبر 2023 - الساعة 09:08 م

عاصم قنان الميسري
بقلم: عاصم قنان الميسري
- ارشيف الكاتب


رسالة من عمر آخر درجتين شحن في هاتفي ربما تحرك ضمائر أولياء أمرنا بعد الله عز وجل لطالما ان المعنويات إنهارت في كل بيت وأستنزفت كل سبل الشحن والطاقة ، وبعدها سنتوجهة بصلاتنا ودعائنا لله وانصح كل من يحب النصيحة ان يستغل هذة الظاهرة الكونية هذه الأيام و التي يعاني منها ممن هم  بمستوانا المعيشي الذين لايملكون مواطير ولا بطاريات طويلة الأجل ان يتوجهوا لله خلاص لم نترك أمل الى وغازلناه الا وجاملناه لعل وعسى يتحسن الحال ولكن لا أمل لمن تنادي لله المشتكى

رسالتي هذه لأخواني الأعزاء حكماء ومثقفين اليمن في كل مكان انا اتمنى منكم ان تربخوا شوية الليلة من اخبار العالم فهي موجودة لاتقلقوا لان هناك طبقة من الناس تعيش على أحداث العالم ومعاناة البشرية في كل مكان لكن اريد منكم يا مثقفينا على وجهة الخصوص ان تستشعروا المسؤلية شوية قليلا" ولو لساعات عيشوا معنا أوضاعنا واوضاع الشعب يا سياسيين وقادات البلد توجهوا لولي أمر هذه البلاد بشرح معاناتنا لا بتقديم اوراق الصرف والإعانة فوالله انكم ستتقاسمون الحساب معهم يوم الحساب

الى أحرار ومثقفين وحكماء اليمن 
احيطكم علما" ان وطننا هو الوحيد بالعالم الذي يعيش على الذكرى على اخبار الدولة المفقودة وجيشها وأمنها واستقرارها واقتصادها حتى ريح الدولة جاء احدهم وقطعها متعمدا" وأصاب الجميع بأختناق مميت

وبالأشارة الى المضوع أعلاه نحب نطلعكم ان البلد الوحيد الذي يموت فيه يومياً مئات الناس البلد الوحيد الذي يعاني أضعاف ماتعانيه اي دولة في العالم ، حتى وان لم نموت بنار الصهاينة المباشر فإننا نحب ان نطلعكم يا مثقفينا وكتابنا والناشطين اننا نموت على إيدي اعوانهم واتباعهم المنتشرون في كل مكان في أمن غدائنا وفي الصحة وفي الأمان الغائب والأقتصاد والأستقرار وفي كل ما يحتاجه اي انسان من كهرباء وغذاء واحتياجات يومية ، فأذا يقتل من اخواننا في غزة العشرات يوميا" فنحن لم نعد نستطيع احصاء عدد المفقودين والقتلى في بلادنا فالموت أصبح عنوان هذة البلاد ليس فقط في جبهات الكذب والزيف وانما الموت غيب علينا أناس بسبب القهر وقلة الحيله وبسبب صعوبة اوضاعهم المعيشية منهم من لايلقى دواء لمرضه المزمن من لايستطيع علاج اقرباءه وذويه وابناءه ووالديه في مستشفيات الموت منهم من يموت فجأة بذبحة او سكتة او سكر او ضغط بسبب إنقطاع الكهرباء لساعات طويلة وصلت لقرابة 17 ساعة لحد كتابة الخبر في عدن الذي شرف مقامها فخامة الرئيس وحكومته تعيش في وضع إنطفاء تااام كليا" تضامنوا مع أهلكم يا محبين غزة فالحال من بعضه والله ،لأن  اصحاب الفخامة مش فاضيين لنا لايسمعونا مشغلين مواطيرهم الضخمة التي من اموال الجبايات وعائدات صفقات المعاناه التي يتجرعها هذا الشعب بكل مرارة

يافخامتكم اين انتم اين هي ضمائركم من كل مايدور لشعبنا يامثقفين البلد ياسياسيين ياوزراء الا تخافوا الله الى اي مدى وصلت فيكم دياثة الضمير هذه والصمت مقابل فتات مال السحت تآكلوه بينكم بالباطل خافوا من الله انكم موقوفون

الى حكماء اليمن وشرفاءه واحراره ومن فيهم الخير ارجوا ان تتركوا كل أخبار العالم جانبا" هذه الليلة وغدا" وبعده وان تخصصوا جهدكم وطاقتكم وكلمتكم وأقلامكم تجاه كل مايعانيه الشعب في الداخل ، الى متى لايهمكم امر أهلكم او انكم فقط تحتاجونه عند حاجتكم إليه عند استغلالكم لظروفه وجهله ودماءه عند إستغلال اوجاعه ومشاكله لصالح سياساتكم وشهرتكم ومناصبكم ، ولاتغالطونا بالعاطفة وتحاولوا اقناعنا انكم مع الشعب الفلسطيني في غزة متضامنين معه ويهمكم أمره لا لا ارجوكم اصلحوا احوالكم اولا" مع الله هو رقيبكم واخلصوا لله بأمانه تجاه معاناه شعبكم وأهلكم في اليمن

ارجوكم أستشعروا المسؤلية فوالله لستم بمأمن ولو كنتم في أرقى دول العالم فالله مكر عظيم لايعلمه احد من البشر وهو خير الماكرين ، أجعلوا من هذا اليوم الذي يقال انه لنا حكومة وصلت عدن وهي تغرق في ظلام منذ يوم أمس لساعات متواصله بينما نتفاجئ ان رئيس البلاد يقال انه شرف عدن ولم يكلف نفسه فورا" لزيارة محطات الكهرباء للإشراف على هذا العبث ولكن لا أمل لمن تنادي

يا أهلنا في غزة اعفونا هذه الليلة فلو تعلمون ان حكومتنا ورئاستنا لايعرفون انني اكتب في ظلام على أصوات الأطفال ولايعلمون شيئ عن تذهور احوالنا ولا عن الصرف و لا أظن انهم يستلمون مرتباتهم بالعملة المحلية لكي يذوقون حرارة ارتفاع الصرف وتدهور الأقتصاد وأنهيار العملة لذالك لايشعرون بنا ولا بالمواطن المسكين ذوي الدخل المحدود والأجر اليومي امام كل هذه الصعوبات والغلاء اعفونا من قضيتكم فوالله اننا عبئ عليكم لا لكم .

اخواننا العرب بكل مكان انتم لايعلمون ان راتب الجندي في وزارة الداخلية الذي يقوم بواجبة لتأمين هذة البلاد والشعب ويخدم لساعات طويلة في اليوم ان معدل راتبه لايتجاوز ستون الفا" اي اقل من خمسين دولار في الشهر كله اذا لم تكن لمدة شهرين ولم يتقاتل اللصوص عليها ويعدمونه اياها ، حيث اننا نعلم ان هذا المبلغ لراتب الجندي يعادل سعر قيمة كوب شاي يأخده المسؤول تبعنا في احدى الكافيهات العربية او يرميها لسائق تاكسي خارج البلد تأثر بوضعه المادي فرق له قلبه المسكين، كما اني لا أعلم حقيقة مستوى صرف الفرد منهم في اليوم لكن أعلم حق اليقين بأن راتب الجندي هذا وبجانبه رواتب خمسه جنود آخرين يعتبر مصروف فرد واحد من صرفيات ادنى مسؤل في حكومتنا

الجندي هذا الذي يتقاضى راتبه كل شهرين او شهر ونص عن اي وطن تريدوا ان تحدثوه وهو يرى ويسمع فسادكم وعبثكم ، مابالكم بالجندي الذي يستلم نص راتب ونص راتبه الآخر يذهب لجيوب من نقول انهم قادته النموذج المثالي له وللوطن ولكن من أين سيأتينا الخراب وهذا الوضع أصبح عنوان وشعار دولتنا رئاسة وحكومة ومسؤولين

بالله عليكم ياحكماء اليمن ومن منبركم هذا خصصوا يوما" واحدا" لمناصرة قضايا الشعب وحقوقه ورفع المعاناه عنه وأستعرضوا  لهؤلاء المسؤلين الحياة التي يتجرعها الناس يوميا" والوفيات التي تسجل في سجل الموتى والأسباب ،او اجلسوا مع اي مواطن في شارع او مسجد او سوق اسألوه عن حاله وعن احتياجاته ومعاناته واعرضوا هذه المعاناه لأصحاب الفخامة هل هم يعلمون بأوضاع الشعب او لا ، الى متى الأنانية التي أصابتنا مؤخرا" كل شخص يحب مصلحته ويجري خلف مصالحه وصفقاته الا يعلم هؤلاء انهم يعيشون بين مجتمع الكل متأثر بأوضاعه وفيه عباد لله منهم من لو أقسم على الله لأبره ومنهم من لو رفع يديه لله لأستجاب الله له ،على ماذا يركنون هولاء واي دين يتبعوه واي رب يعبدون..؟!

اليوم الرئاسة والحكومة وصلت عدن اتمنى ان تفرغوا من وقتكم جانب بسيط تشتعرون به المسؤولية وتناصرون اهلكم الذين لايشبهم أحد في معاناتهم كما تتنافسون على مناصرة قضايا الآخرين

والله ان أهل غزة ليسوا بحاجتكم ياحكامنا ولا بحاجة مواقفكم وأفكاركم ولا بحاجة اموالكم الحرام هم يطلبوا منكم فقط ان تخافوا الله في الاطفال والنساء ليس فقط نساء وأطفال غزة لانهم مدارس في البطولة بل حتى نساء واطفال شعوبكم الذين يعجزون عن اطعام ومعالجه اطفالهم ومن يعولون من كبار السن ، والله انكم جعلتوا الناس تعيش في حاله خجل مخزية وهم يعيشون وينضرون لمن تعب واجتهد على تربيتهم يموت امامهم  وهم عاجزون على توفير متطلباتهم أصبحنا في وقت لايستطيع الأبن  معالجه أمه ولا البنت تستطيع توفير دواء لأبيها الطاعن بالسن ثم نتسأل من اين تأتينا المصائب والجرائم اليومية ..اتقوا الله

عفوا" ياغزة استأذنكم الليلة آخر درجتين شحن بهاتفي هي كانت كل ما أملك سخرتها لفخامته واعضاء حكومتنا الملتقى بين يدي الله