آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-07:38ص

اقطاعية عدن

الثلاثاء - 24 أكتوبر 2023 - الساعة 10:16 ص

محمد عبدالله الموس
بقلم: محمد عبدالله الموس
- ارشيف الكاتب


يعيش سكان عدن منذ سنوات تحت وطأة كثير من صور المعاناة التي طالت كل شيء، من ضيق المعيشة بسبب تدني الاجور التي ألتهم التضخم قدرتها الشرائية الى فقدان الخدمات التي سبقت عدن فيها كل مدن الجزيرة، كالكهرباء والمياة والخدمات الصحية وجودة التعليم وحتى خدمات النظافة.

على ان ما يحز في النفس هو سعار بعض الاجهزة والمؤسسات التي يعمل القائمون على ادارتها على التكسب على حساب سكانها الفقراء الذي جرى افقارهم بتدمير المؤسسات الوطنية خلال سنوات الوحدة وفقدان دخولهم الشهرية خلال سنوات الحرب، بل ان عدن تكاد تكون المدينة الوحيدة التي دفعت ثمن الحرب دونا عن باقي المدن بما في ذلك صنعاء.

هناك من يعمل على التضييق على الناس من اطراف مختلفة، ليس في عدن فقط، ولكن في كل الجنوب، لاهداف سياسية اصبح المواطن الجنوبي يدركها وهي تهدف الى التضييق على الناس لدفعهم الى الفوضى وبالتالي التدخل لفرض السيطرة على هذه الفوضى، تماما كما فعلت كونداليزا رايس في فوضى ما سمي بالربيع العربي، لكن يراد لنا ان تكون فوضى صغيرة تتناسب والهدف من خلقها.

اصبح واضح وضوح الشمس في رابعة النهار ان حكومة معين عبدالملك تمارس القدر الاكبر من هذا التضييق، ويمارس الرئيس العليمي نوع اخر من التهيئة لهذه الفوضى.

لكن للامانة، دولة معين التقى بقيادات من صعدة يناقش معهم خطط الحرب، فيما كان الرئيس يتابع تأثير الإعصار تيج على سكان المهرة وسقطرى، فالاول يذكرك بالذي جاء للسمرة بعد ان غادر السمّار واخينا الرئيس لم يستطع انقاذ المواطنين الذين حاصرتهم السيول بالاستعانة بالعساكر المنتشرون هناك من بقايا جيش غزو ١٩٩٤م.

وكانت جهود المواطنين في مساعدة بعضهم ممن تدمرت منازلهم وفقدوا ممتلكاتهم هي السباقة، وجل الإعلام المؤدلج ظل يحارب (طواحين الهواء) في غزة ولم يلتفت الى ضحايا العاصفة تيج في المهرة وسقطرى ليذكر رشاد ومعين بمعاناتهم، طبعا بعض الاصوات المؤدلجة حملت المحافظ الفشل في مواجهة تيج، انما معين ورشاد قاموا بواجبهم وتواصلوا هاتفيا، ربما طلبوا من السلطات الهندية التدخل لدى تيج ليطالبوه بضبط النفس والقبول بالمرجعيات الثلاث (تيج كلمة هندية تعني سريع).

عود على بدء، بعض الاجهزة والمؤسسات في عدن تشارك بفعالية كبيرة في التضييق على الناس، في محافظة عدن على وجه الخصوص، وتقع الرسوم والجبايات والتلاعب في الجودة والاسعار على رأسها، ولا يمكن لمقال ان يستعرض كل تلك (الفذلكات) لدى شطّار الجبايات.

عدن هي الاغلى في اسعار الوقود، بل حتى اغلى من مدن داخلية بعيدة عن الموانئ، وهي الاغلى في أسعار المواد الغذائية والاسماك واللحوم، وهي الاغلى في ايجارات البيوت وهي الاغلى في الخدمات الصحية حتى في المجمعات الصحية في الاحياء السكنية، وفوق هذا وذاك سكانها هم الافقر نظرا لأن لا دخول لهم الا فتات رواتب.

لا يكاد يمر اسبوع الا ويتفاجأ سكان عدن بإعلان زيادة في أسعار او فرض جبايات او فكرة (قرحة قات).

بالامس القريب تم منع الدراجات النارية والسماح لذات الثلاث عجلات بالعمل وكانت تيسر على الناس التنقل نظرا لمحدودية سعرها، ثم بتفاجأ الناس بمنعها رغم ان اصحابها كانوا يعيلون أسرهم، وكان يمكن ان يجري تنظيمها حتى لو هناك توجه لاستخدام (التكتك) في عدن وبهذا يحدث تنافس يخدم المستهلك.

ثم نتفاجأ بحملة على السيارات ذات الارقام المؤقتة لارغام اصحابها على دفع الضرائب وهي حملة في (اقطاعية عدن) دون باقي محافظات الجنوب، مع ان الناس لا يقوون على توفير ضروريات الحياة، وكثر يستخدمون سياراتهم للاجرة.

هذا نداء للأخ الرئيس عيدروس الزبيدي بصفته رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب لرئيس مجلس القيادة الرئاسي وللجنوبيين في مجلس القيادة الرئاسي ان يضعوا حدا لهذا الضيم (الخبيث)  التي تتعرض له عدن بقرارات لا تراعي اوضاع المواطن في عدن، فالتضييق على الناس في عدن يراد ان يثم تحميله للانتقالي، ثم ان صورة عدن اليوم هو نموذج للجنوب القادم.

وهمسة في اذن قيادة محافظة عدن، ومع شكرنا لرجال الاعمال، فأن تجميل الجولات في ظل خلل مهول يعصف بعدن هو شبيه (بكونسلتو) طبي يقرر (اجراء عملية تجميل لمريض بالسرطان).

عدن
٢٤ أكتوبر ٢٠٢٣م