آخر تحديث :الجمعة-03 مايو 2024-03:36ص

خالي والرحيل المؤلم

السبت - 21 أكتوبر 2023 - الساعة 10:26 ص

علي ثابت التأمي
بقلم: علي ثابت التأمي
- ارشيف الكاتب


تتلعثم ببين جوانحي الجمل وتتيه المفردات من مخيلتي ويتسمّر اليراع بين أناملي أحاول جاهدا للملمت ذلك، لينساب من مدادي أحرفا ضئيلة لتحاكي قصة وجعًا وجراحًا لا تندمل بفراق قمرًا مضاءًا كنا نستضيء به في عتمات أيامنا وسواد ليالينا فأفل دونما عودة ...

رحل وجه السعادة ومصدر الأمان وملاذ الأرواح... 
خالي الحبيب، أي فراقًا قد تركته بعدك؟ وأي ألمًا وإيلامًا قد أصاب أرواحنا بفراقك..؟.

لقد تعاشينا على مصاحبة الحزن والبكاء حين أثقل الموت كاهله في بيت الجد علي سيف ابتداءً به ومن ثم تساقط أغصانه بين ميادين الشرف ومصارعة المرض فكنت أنت من يطبطب جراحنا ويشد من عزائمنا، لقد وهبت قوة العزيمة والشكيمة وأمتلأ قلبك النقي إيمانا خالصا للحي الّذي لا يموت فاستمدينا منك قبسا من ذلك الثبات لنضمد بها جراحنا..

لقد ذبلت تلك العظيمة (أمي) وهي تندب الاحزان الّتي  أشتدت وطأتها وذبلت معها كل أرواح أبناء سيف عبد فتأتي أنت كغيمة تنزل ودقها على هذه الأرواح الذابلة فتحيي فيها بصيص الأمل ونبض الحياة، فمن بعد رحيلك سيضمد جراحنا ويأنس وحشتنا ؟
رحلت أيها الحبيب وفي أعماقنا نداءً من الأسى يصرخ وآبتاه لا ترحل !.
لا ترحل واحبيباه إنّا بدونك في ضياع!.

لو كانت الأرواح تُهب لوهبتك روحي لتكمل بها نقاء مسيرتك وعظيم مواقفك فما أحوج البسطاء إلى أمثالك!، ولكنه المصير والقضاء الرباني الّذي لاسلطة للمخلوق به ، لكني سأظل الهج بذكرك في دعائي استوحيك في كل مفاصل حياتي أحاول أن أكون شيء منك فمثلك ستعقم أن تلد النساء.
لست أرثيك فمثلك لايليق به الرثاء، فكيف يُرثى النور وتأبن الأوطان!؟.

لروحك السلام ياطهر الأيام وملاذ الأروح وفي جنات النعيم نسأل الله أن يجعل سكناك .

21 أكتوبر2023م.