العرب كالنار في الهشيم، يواجهون سيلاً من التضليل الغربي ببسالة، وحدتهم كلمة فلسطين كما لم يحدث.
الغرب، بكل دوله، بدا شبيهاً بجمهوريات موز: يردد النظام سردية معينة ويفرضها عن طريق احتكار وسائل الإعلام والقوة الغشيمة. ثم يعاقب كل من يسائل تلك السردية بالإقالة، الحرمان من مصدر الدخل، والتحقيق. قوانين جديدة في بعض دول أوروبا وضعت عقوبة سجن تصل إلى خمسة أعوام ضد من سيتضامن مع المسألة الفلسطينية. ما يجري في دول الغرب الأورو-أميركي تجاوز حتى خيالات كاسترو. الشرطة الفيدرالية FBI في أميركا تلاحق المتضامنين مع فلسطين، وفي ألمانيا أذن للمعلمين بتفتيش حقائب التلاميذ للتأكد من أنهم لا يخبئون أعلام فلسطين. منخفض من التفاهة غير مسبوق. فيس بوك تحول إلى محرقة تدوينات، كل هذا لأن الوحش الذي زرعوه في الشرق الأوسط بدا عاريا، يفقد ٢٢ معسكراً خلال ثلاث ساعات، و"يهرب بالكلوت من أرض الميعاد" كما قال تعليق مصري ظريف. هذا الانكسار المر أصاب شيوخ الاستعمار في العظم، فافتعلوا مشاكل جمة لأنفسهم قبل غيرهم.
الإعلام المحترف سقط في دوامة من العنف والأكاذيب، صار المذيعون والصحفيون إلى مخبرين من الدرجة الثانية ووشاة من الدرجة العاشرة. خليط من اللؤم والخوف والسذاجة.
أثبت العرب جدارة تثير الإعجاب، اجتاحوا السوشال ميديا وجعلوا كلمة فلسطين هي العليا. لقنوا الغرب المختطف، الأسير والرهينة، كيف يكون الحق والحقيقة والشرف. عشرة أيام من الصمود في غزة، عشرة أيام من اليقظة العربية، جعلتنا نصحح التاريخ.
م.غ.