آخر تحديث :الأربعاء-01 مايو 2024-09:21م

14اكتوبر.. دومـــي منــــارا

الجمعة - 13 أكتوبر 2023 - الساعة 08:58 ص

ماجد الطاهري
بقلم: ماجد الطاهري
- ارشيف الكاتب


أيا ثــورة الشعب دومي منارا

فإنّا بهدي ضياكِ اهتدينا

لجأنا الى شامخات الجبال

ومن شامخات الجبال ابتدينا

في كل عام تحل علينا فيه ذكرى تأريخها المجيد نأنس في حضرتها بمنادمة وحديث من تبقى من الثوار الأباء والأجداد وهم يسردون لنا تفاصيل ذلكم الكفاح المسلح، و يحكون لنا بعضا من قصص الشجعان في ميادين القتال، عن ملاحم البطولة والتضحية والفداء التي سطرها أحرار شعب الجنوب آنذاك ضد جيوش المستعمر البريطاني الغاشم، نتعلم منهم دروسا في حب الوطن،وعن قوة وعظمة الإرادة،عن الأخوة ونكران الذات،عن الثقة بالله والتوكل عليه،وعن من سلكوا الطريق وكلهم  ثقة وإيمان بمن يقودهم ويحمل همّ قضيتهم و يروم معهم درب الحرية،و إيم الله أنه ما اجتمعت تلك الخصال الحميدة و المناقب الرفيعة في جماعة أو فئة أو شعب إلا وكان لهم الظفر على أعدائهم، وبها دون سواها أعلن  أحرار الجنوب وأبطاله الشجعان عن ميلاد فجر يوم جديد بأرض الجنوب صبيحة الـ 14 عشر من اكتوبر المجيد عام 1963م. 

ولقد كان يوما لم تصنع أشعته مؤازرة حليف أو التواكل على شريك،يومٌ لم يرتقب فيه الأحرار قرارا  أمميا يعيد إليهم ما أخِذ منهم،ولم ينتظروا من أحد أن يهبهم مفاتيح الحرية على طبق من ذهب.. بل كان يوم إنتزع فيه الرجال الشجعان الحق انتزاعا، ولأنهم كانوا رجال صادقين مع الله ثمّ مع أنفسهم ومخلصين في عملهم لوطنهم وشعبهم،ولأنهم كانوا رجال جردوا أنفسهم من المطامع والأهواء وقدموا مصالح الوطن على مصالحهم الشخصية،فقد كان حقا على الله أن يؤيد عباده المستضعفين ويحقق على أيديهم النصر المبين.

اليوم وإذ يحتفل  أبناء وأحفاد الثوار الجنوبيين الأحرار من حوف شرقا الى باب المندب غربا بمرور ستين عاما على ذكرى ثورة الـ 14 من اكتوبر المجيدة كـ مناسبة عزيزة وغالية على قلوبهم و وجدانهم، برغم الحروب والقتال وضيق الحال، وبرغم الظروف المعيشية القاسية والصعبة التي يمرون بها طيلة تسعة سنوات الا انهم يحتفلون ويسعدون ويفاخرون بذلك المنجز العظيم، مستمرون في طريق النضال والكفاح بعزم واصرار قويين لإستعادة الكرامة و الأرض كاملة السيادة من براثن إحتلال يمني همجي تجاوزت أفعاله وسوء معاملاته الوحشية كل جرائم دول الإستعمار القديم والحديث.. 

 وحريٌّ بنا اليوم قادة وشعبا العودة الى تأريخ الماضي فـ نُمعن فيه قراءة،تأملا،ووقوفا على سلبياته و ايجابياته، من أجل استخلاص الدروس واستلهام العبر ثمّ البدء والانطلاق من حيث إنتهى ثوار وأحرار أكتوبر، فليس من المقبول اليوم وبأي حال من الأحوال أن يفرض على أبناء وأحفاد الثوار الوصاية أو الاستسلام أو الانتظار عشرات أعوام أخرى قادمة يقاسون خلالها أبشع أصناف الظلم والمهانة من قبل احتلال يمني همجي جديد ، فـ ثلاثون عاما  وشعب الجنوب محروم من خيرات ومقدرات أراضيه التي ما زالت أجزاء واسعة منها  مغتصبة وتحت قبضة  الاحتلال ،ثلاثة عقود من الزمن يُمارس بحق شعبنا أبشع الجرائم  الوحشية و اللا إنسانية وهي فترة زمنية كافية.. فإما أن نكون اليوم أو لا نكون. 

المجد والخلود لشهداء ثورتي اكتوبر ونوفمبر المجيدتين. 

الرحمة والغفران لشهداء الجنوب ما بعد نوفمبر وحتى اليوم.

والشفاء للجرحى 

والنصر للجنوب