آخر تحديث :الجمعة-03 مايو 2024-03:36ص

فلسطين.. جذور القضية وأبعادها التاريخية ..

الخميس - 12 أكتوبر 2023 - الساعة 05:25 م

سلطان مشعل
بقلم: سلطان مشعل
- ارشيف الكاتب


لأن فلسطين قلب العالم وأهم واخطر نقطة للصراع الحضاري والوجودي عبر حقب التاريخ المتلاحقة ولأنها إما مهبط أو وجهة او نقطة عبور او مسرى ومعراج بالنسبة للأنبياء عليهم السلام فإنها بهذا اكتسبت أهمية سماوية وروحية لدى الأمم ذات { النبوات والرسالات } ناهيك عن اهميتها الجغرافية على المستوى الأرضي .. ولعل تعرض فلسطين للغزو والاحتلال ما يقرب من ( ستة وعشرين مرة ) عبر تاريخها اوضح دليل على تلك الأهمية والمكانة لتلك البقعة من الأرض .. والأكثر دلالة من ذلك قدرة اهلها على تحريرها وطرد الغزاة ودحرهم منها اذلة صاغرين في كل تلك المرات من الغزو والاحتلال ..
بل وما سيتلو ذلك من مرات قادمة من محاولات الغزو والاحتلال إلى أن يأذن الله بنهاية العالم .

وعودة إلى الإشارة المذكورة آنفا من أن هناك  قاسما مشتركا بين الأمم المتصارعة حول فلسطين وهو كونها ذات { نبوات ورسالات } فمن هنا يتضح اقتصار الصراع حول فلسطين على الأمم الكتابية كالصليبيين بثالوثيتهم واليهود ولاهوتهم من جهة وبين الموحدين من الإبراهيميين ابتداء وانتهاء بالنبي محمد من الجهة الأخرى !! فمن خلال هذا ندرك عدم وجود أي أثر للأمم الغير كتابية والغجرية في الصراع حول فلسطين قديما وحديثا كالفرس والتتر والروس والمغول والخزر والشركس والهندوس ، وهذا كاف لتعليل غيابهم عن الصراعات التاريخية حول فلسطين التي تتسم بأبعادها الدينية ورمزيتها الروحية التي تفتقدها هذه الأعراق الأرضية البحتة بل وندرك من ذلك عدم وجود أية آثار إنسانية وعلمية لتلك الأمم لا في المدون ولا في الطبيعة نفسها وما ذاك لا نقطاعها عن السماء فكانت أشد التصاقا بالأرض وعناصرها كالنار والطين والماء وحتى في محاولة التتار عبور فلسطين باتجاه مصر لم يكن لهم شأن من فلسطين سوى العبور منها كطريق مؤدية إلى مصر - وليتهم عبروا او اقاموا ! -
والكثير يعرف هبوط القيمة الإنسانية لما دونته تلك الأمم ك ( كليلة ودمنة ، ألف ليلة وليلة ، حكايات السندأباد ، طبائع الحيوان ) ناهيك عن توارثها لقوانين الغابات في التعامل والتناسل والغزو وكذلك تقديسهم للنار والماء والحيوان .

وعطفا على ذي بدئ نعرف لماذا أوروبا رحلت حرب اوكرانيا الى المركز الثاني في اولوياتها مع أن تلك الحرب تعد اهم قضايا الساعة من حيث اهميتها لأوروبا كونها تواجه خطرا وجوديا من قبل روسيا كما هو الحال للولايات المتحدة  لم تعد حرب اوكرانيا ذات اولوية لديها في الوقت الذي يتعرض فيه الكيان اللقيط لأعنف هزة منذ زراعته والكل يتابع الموقف الأمريكي من هذه القضية والذي يبدو أكثر تصهينا من الصهاينة انفسهم وما ذاك إلا لأن مستقبل الساسة والنخب ورجال المال والأعمال وأرباب البورصات الأمريكان مرهون بمدى تصهينهم وذلك في اقبح صور البغاء السياسي الذي من رحمه ولدت امريكا وبنيت وبقيت ك مولود لا يعرف أمومة يأوي إليها ولا أُبُوة ينتسب لها ولا كينونة ينحدر منها .
وبالنسبة لأفريقيا توارت قضاياها الكبرى كالانقلابات العسكرية وطرد فرنسا وكوارث ( الطبيعة ) ناهيك عن كارثة الإنسان في السودان وتداعيات سد النهضة والهجرة غير الشرعية والفقر والجفاف والفساد  .

الملاحظ أيضا في آسيا وأوراسيا تراجع في قضايا هامة هناك كالتماس التركي مع العراق وسوريا وقضاياه المتجذرة بالإضافة لفقاعات القوقاز وتحولاته وتداعيات ذلك على اكثر من صعيد وما يعنيه ذلك لروسيا والغرب وإيران وتركيا .
وهناك قضايا هامة تراجعت عن الاهتمام ورحلت إلى في قائمة الاهتمامات الدولية إلى ذيل القائمة كما هو الحال بالنسبة لليمن والخليج وسورية وهدأت امواج بحر الصين الجنوبي بل وتراجعت اهمية تايوان ذات الحساسية المفرطة بالنسبة للدول الكبرى وأقطاب الصراع العالمي .

ختاما يدرك الجميع أن العرب هم الأقل تفاعلا واهتماما مع ما يدور على ارض فلسطين رغم ان فلسطين جزء منهم والقضية قضيتهم أجمع وليست خاصة بالفلسطينيين وحدهم .

يبقى السؤال :
أكو عرب ؟ !