آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-09:31ص

(لِمَ يا لملس؟)

الثلاثاء - 10 أكتوبر 2023 - الساعة 10:44 م

ماهر البرشاء
بقلم: ماهر البرشاء
- ارشيف الكاتب


كان بمقدور محافظ محافظة عدن الأستاذ أحمد حامد لملس أن يساعد أبناء هذه المحافظة التي تكبدت آلام جميع النكبات السياسية والاقتصادية، على مدى عدة أعوام، جراء الحرب الحوثية البغيضة، المستهدفة للشعب المثخن بجراحه النازفة منذ سنوات غابرة..

بإمكانك يا أستاذ أحمد لملس أن تعيش واقع أبناء عدن في كل لحظة من وسط المدينة، وتبكي معهم واقهم التعيس الذي يفتقر لأبسط مقومات الحياة، كالماء والكهرياء..

مر فصل الصيف يا أستاذ أحمد بحرارته اللافحة وبمشاهدته وفصوله التراجيدية التي عاشها كل أبناء عدن ومازالت آثارها بادية على وجوههم السمراء..

لم تكن الساعتان كافية لإطفاء وهج تلك الحرارة الشديدة، في ظل غلاء الأسعار المتعارف عليه في المدينة، في كل شيء، حتى أصبح بعض أبناء عدن غير قادرين على شراء (دبة ثلج) بـ 300 ريال.

تعرف يا أستاذ أحمد لماذا أنا منزعج؟.. لأنك عاقبت أبناء السلام البسطاء بجريرة يا صابت يا خابت.. تركت عدن وأبناءها يكابدون ويلات الحر المتزامن مع الانقطاعات المتكررة وطويلة المدى للتيار الكهربائي، وتفاقم ارتفاع الأسعار، وانفلات الأمن.. وذهبت برفقة أسرتك للعيش في الخارج بحياة آمنة وكريمة ومستقرة.

كنت أتوقع يا أستاذ أحمد أن تعيش وجع أبناء عدن أنت وأسرتك من الداخل، وترى ماذا يعني فصل الصيف للعدانية.. أما وقد قررت الرحيل في كل صيف فلن تقدم شيئاً ما لم تعيش المعاناة بكل تقلباتها ومشاهدها المؤلمة..

عدن وأبناؤها يا أستاذ أحمد لملس الذين قاوموا  الأستعمار البريطاني 129 عامًا حتى انتصروا ورحل  آخر جندي هل يستحقون منك كل هذا التجاهل والخذلان والإهمال الذي طالهم؟..

أبناء عدن بسطاء وأحلامهم غير مكلفة يا أستاذ أحمد.. لا يريدون منك إلا كهرباء ومياه تسري في أنابيب منازلهم، وحياة مستقرة يسودها الأمن والأمان بحضور الدولة ومؤسساتها.

أتمنى أن تصلك رسالتي هذه يا أستاذ أحمد، وأن يأتي الصيف القادم من العام 2024 وأنت متواجد في عدن بجميع أفراد أسرتك، تعيش واقع عدن وأبنائها المرير..