آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-06:31م

ضربات القسام الموجعة ضد الكيان الصهيوني من المستفيد ؟!

السبت - 07 أكتوبر 2023 - الساعة 08:41 م

سلطان مشعل
بقلم: سلطان مشعل
- ارشيف الكاتب


هذه العملية العسكرية النوعية التي تبنتها كتائب القسام التابعة لحركة حماس تعتبر عملية نوعية بل إنها اكبر عملية عسكرية ضد الكيان الصهيوني تنفذها كتائب القسام التابعة لحماس حيث تميزت هذه العملية باختيار التوقيت المناسب ( السبت ) وتميزت بالمباغتة والمبادأة والجرأة
وفي وقت قليل تمخضت عن اقتحامات ناجحة وعمليات إنزال داخل المستوطنات أكثر نجاحا ثم الاشتباك مع الصهاينة وقتل العديد منهم وأسر آخرين والسيطرة على معدات كثيرة ومتنوعة صاحب ذلك إطلاق دفعات متنوعة من الصواريخ إلى تل أبيب استهدفت مطار بن غوريون ومواقع أخرى هذه الضربات اصابت الجانب الاسرائيلي بالشلل والاضطراب .

الجماهير الفلسطينية والعربية مسرورة ومنتشية لما حدث حيث كسرت هذه العملية حالة الاحباط واليأس التي سيطرت طيلة سنوات .
الصهاينة في حالة ذعر وخوف وتسيطر عليهم مشاعر اليأس والقنوط وأصبح الشك سيد الموقف حول مستقبلهم .

سيتحرك الوسطاء بشكل فوري و مكثف مع الأخذ بالاعتبار ترك هامش زمني تستطيع خلاله اسرائيل الانتقام وإعادة الاعتبار لجيشها .
رد الفعل الاسرائيلي سيكون قويا وسيستهدف الشجر والحجر بدون تمييز في قطاع غزة تحديدا وباستخدام اسلحة فتاكة .

من المستفيد ؟

بالتأكيد عدة اطراف :
1/ فلسطينيا : حركة حماس بالدرجة الأولى وربما بعض الفصائل المتحالفة مع حماس ولا يشمل ذلك الجهاد وابو علي مصطفى 
2/ إقليميا : إيران 
3/ الأذرع الميليشياوية التابعة لإيران بالمنطقة العربية كما هو الحال بالعراق وسورية ولبنان واليمن .
ما وجه الاستفادة لكل طرف ؟ 
الجواب : 
بالنسبة لحماس :
فتعتبر بهذه العملية اعادت مسألة النزاع الفلسطيني الاسرائيلي إلى الواجهة وارتفعت أسهمها وخاصة وقد اصبح لديها أسرى إسرائيليون جنودا وربما مدنيون ايضا وكذلك جثث لجنود صهاينة يضاف ذلك لرصيد النصر الذي احرزته بعملياتها المباغتة وما سيتلو ذلك من وقائع وربما بأسلحة نوعية 
في حين مسألة التطبيع ستتراجع وتيرتها وتخف أنشطتها بالإضافة لتوسع شعبية حماس بين الفلسطينيين مقابل تراجع اسهم السلطة الفلسطينية وعدد من الحركات الفلسطينية الأخرى .

بالنسبة لإيران :
سترتفع الأسهم الإيرانية على جميع موائد التفاوص بالمنطقة فيما يخص فلسطين والنووي الايراني واليمن وسورية والبحار والمضايق والإرهاب والتجارة غير ذلك وبالمقابل سيضعف دور الجانب العربي الرسمي والفاعل ممثلا بالمملكة العربية السعودية ومصر وبعض دول الخليج والجامعة العربية وستتراجع قضايا العرب بناء على ذلك في اكثر من مكان كالسودان واليمن وليبيا وغيرها .
كذلك ستتأثر العملية العسكرية التركية بشمال العراق وسوريا ستتأثر سلبا وذلك التأثر السلبي لصالح إيران بالطبع وستستثمر إيران وأذرعها مواجهات غزة إعلاميا وجماهيريا وشعبياوسياسيا .
بالمفهوم المخالف سيكون ذلك سببا للتحريض ضد العرب انظمة وحكومات وأحزاب وجماهير باعتبارهم متواطئين مع الكيان الصهيوني وسينشغل الرأي العام العربي وكذلك الإعلام العربي بهذا الحدث على حساب قضاياهم الأخرى والأكثر أهمية وستبدو إيران وأذرعها أجمل وأجدى في نظر الكثيرين من العرب نتيجة ما يحصل  يقابل ذلك تقلص في المساحات المحايدة او التي تقف على الضد من إيران وأذرعها .

ما تجدر الإشارة إليه هو
التصعيد الذي حصل مؤخرا في جنوب المملكة باستهداف مواقع حدودية استهدافا مباشرا وفاعلا والذي اوقع الحوثيين في حرج بالنسبة لتوقيته ولم تستطع الجهات التي تتبع الحوثي إصدار بيان رسمي حول ذلك بناء على طلب السعودية وبالتأكيد ان من وراء ذلك أراد ردا وتصعيدا سعوديين وكذلك ما حصل بسوريا قبل يومين من استهداف حفل تخرج بطائرة مسيرة ولم تتبن اي جهة مسئوليتها عن الحادث وقد بدأ بشار رده على ذلك بحرب مفتوحة مع الفصائل السورية المناهضة له ولنظامه التابع لإيران 
كذلك ما يحصل اليوم بغزة والذي قد يشعل حربا واسعة وطويلة الأمد ستنسف جهودا كثيرة في مسارات التهدئة بالمنطقة والتي تعتبر إيران وأذرعها بالمنطقة هم المتضررون من كل تلك الجهود والترتيبات على علاتها ومساوئها .

يبقى السؤال : 
أكو عرب ؟ !