آخر تحديث :الثلاثاء-07 مايو 2024-02:59ص

5 أكتوبر يوم المُعلم

الخميس - 05 أكتوبر 2023 - الساعة 09:15 م

فتحي سيبان
بقلم: فتحي سيبان
- ارشيف الكاتب


تحية وإجلال لكل من أمتهن هذه المِهنة العظيمة
تحية وإجلال لكل مُربي قضى ولايزال يقضي وقته في إخراج الأجيال من ظلم  الجهل إلى عدالة ونور العلم
تحية لذلك الذي قال فيه شوقي :
قم للمُعلم وفهِ التبجيلا
كاد المُعلم أن يكون رسولا
من هو المُعلم في نظر من يحترم هذه المِهنة؟
سؤال بحاجة إلى إجابة صريحة دون ظلم ولا جحود ولا إنكار:

الإجابة:
١-المُعلم هو الطبيب الذي شخص الجهل عند تعليمه للأجيال ليصبح الجاهل مُستبصر ومُتنور
بل والذي تَخّرج على يدهِ الطبيب الذي اليوم يعالج المرضى.
٢- المُعلم هو المُهندس الذي استطاع أن يرسم البسمة في وجه المُجتمع وبنى وشيد كل ما نراه أمامنا من تطور في العِمران وهو المُهندس الذي يشخص أي خلل في المُجتمع في جميع مجالاته.
أليس المُعلم الذي تَخّرج على يدهِ الكثير من المُهندسين وأصبحوا ثقة المُجتمع.

٣- المُعلم  هوالصحفي الذي يأتيك بالخبر من شتى بقاع العالم، كيف لا واليوم يصلنا خبر مافي الشرق والغرب والشمال والجنوب في ثواني، أليس المُعلم هو من عَلمَ من صنع التقنيات الحديثة ليصلنا الخبر أول بأول
٤- المُعلم هو المّلاح الذي ينقلنا من مكان لآخر ويقود دفتنا ليوصلنا لبر الامان، أليس المُعلم من عَلمَ ذلك المّلاح الذي نشعر بالأمان عند قيادته لنا في سفرنا بحراً وجواً وبراً
ألم يتخّرج ذلك المّلاح على يد مُعلم؟
٥- المُعلم هو الطباخ الذي نأكل من يدهِ من وقت ولادتنا إلى يومنا هذا ،فمقادير كل الطبخات من أين تعلمها الطباخ ، أليس على يد مُعلم؟
٦- المُعلم هو الجندي الذي يحمي الوطن من جهل أبناءه بإستخدام مِهنته العظيمة، بل هو الجندي الذي يقف في الجبهات لحماية وطنه، أليس القائد الذي يقود المعركة تعلّم على يدِ مُعلم ليعرف مدى مسافة  قذيفة كل سلاح ليضرب بها كل مكان من أماكن الأعداء؟
المُعلم : هو  وهو  وهو. وهو  الخ٠

المُعلم هو الإنسان الذي أمتهن أنبل  وأصعب مِهنة في الدنيا..
ألا يحق لنا اليوم أن نحتفل بعيدنا؟

المُعلم اليوم يواجه شتى الظروف المعيشية الصعبة والحروب الشرسة من طلابه وتلاميذه
اليوم ونحنُ نحتفل بيوم المُعلم والمُعلم لازال في ميدان التحرير
تحرير الجهل من هذا الوطن الغالي.
ألا يحق له اليوم أن يحصل على أبسط تكريم بكلمات تشجيعية ومعنوية قبل أن تكون مادية.

ألا يحق للمُعلم اليوم أن يدخل على أبناءه في البيت مبتسماً وهو يستلم أبسط حقوقه (الراتب)
المُعلم اليوم يُقاتل في كل الجبهات ،لكن ضد من؟
ضد كل من تَخّرج على يده في الماضي.

نعم فكل من يُحارب المُعلم اليوم هم أبناءه الذين طالما وقف أمامهم وهم جلوس، ابتسم لهم وهم عبوس، هو جائع وهم معهم فلوس،
المُعلم اليوم وفي يوم عيده يُكّرم لكن ليس تكريماً كما هو المُعتاد.

المُعلم اليوم يُكّرم بالذِل والإهانة
المُعلم بالأمس وهو يستلم مرتبه من شباك الصرافة بجانبه في الشباك الآخر جندي لايتعدى عمره ثلث عمر أستاذه ويستلم ثمانية أضعاف راتب مُعلمه.

المُعلم اليوم وفي يوم عيده ينتظر إعلان الجاحدين بموعد استلام راتبه ، ليعلم الجميع أن المُعلم اليوم  إنسان لم يرد له الجميل من أبناءه بكلمة طيبة وابتسامة جميلة
المُعلم اليوم بحاجة إلى إعادة نظر من حكومة لايهمها سوى إذلاله وإهانته.

أكتب والدمعة تسقط من عينيَّ هل هذه الدمعة سقطت من حرقة ام من وباء الرمد الذي انتشر هذه الأيام في أوساط مجتمعنا؟!

قم للمُعلم وفهِ التبجيلا
كاد المُعلم أن يكون رسولا
أبسط بيت شعري أقدمهُ لكل مُعلم  علمني في حياتي ولكل مُعلم أمتهن هذه المِهنة.